عن أبو الحسن علي بن أحمد الدلاّل القمّي قال: اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزّوجلّ فوّض إلى الأئمة صلوات الله عليهم أن يخلقوا ويرزقوا، فقال قوم: هذا محال لايجوز على الله تعالى، لأنَّ الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزّوجلّ، وقال آخرون: بل الله أقدر الأئمة على ذلك وفوّض إليهم فخلقوا ورزقوا، وتنازعوا في ذلك تنازعاً شديداً، فقال قائل: ما بالكم لاترجعون إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان فتسألونه عن ذلك ليوضح لكم الحقّ فيه، فانّه الطريق إلى صاحب الأمر، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلمت وأجابت إلى قوله، فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه، فخرج إليهم من جهته توقيع، نسخته:
(( إنَّ الله تعالى هو الذي خلق الأجسام، وقسم الأرزاق، لأنّه ليس بجسم ولاحالّ في جسم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وأمّا الأئمة عليهم السّلام، فانّهم يسألون الله تعالى فيخلق، ويسألونه فيرزق إيجاباً لمسألتهم وإعظاماً لحقّهم )).
ما جاء في المناقب لابن شهر آشوب : 1/512 وحكاه عنه في بحار الأنوار : 39/347 حيث عدّ مجموعة من الصفات ثم فسّرها (عليه السلام) .
سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف أصبحت ؟ فقال : (( أصبحت وأنا الصديق الأول (الأكبر) ، والفاروق الأعظم ، وأنا وصي خير البشر ، وأنا الأول وأنا الآخر ، وأنا الباطن وأنا الظاهر ، وأنا بكل شيء عليم ، وأنا عين الله ، وأنا جنب الله ، وأنا أمين الله على المرسلين ، بنا عبد الله ، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه ، وأنا أحيي ، وأنا أميت وأنا حي لا أموت ..)) فتعجب الإعرابي من قوله ، فقال (عليه السلام) : ((أنا الأول ؛ أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنا الآخر ؛ آخر من نظر فيه لمّا كان في لحده ، وأنا الظاهر ؛ ظاهر الإسلام ، وأنا الباطن ؛ بطين من العلم ، وأنا بكل شيء عليم ؛ فإني عليم بكل شيء أخبر الله به نبيّه فأخبرني به ، فأما عين الله ؛ فأنا عينه على المؤمنين والكفرة ، وأما جنب الله ؛ فأن تقول نفس : (( يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله )) .. ومن فرّط فيّ فقد فرّط في الله ، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتماً من محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فلذلك سمّي خاتم النبيين سيد النبيين وأنا سيد الوصيين ، وأما خزان الله في أرضه ؛ فقد علمنا ما علمّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بقول صادق . وأنا أحيي ؛ أحيي سنة رسول الله . وأنا أميت ؛ أميت البدعة . وأنا حي لا أموت .. لقوله تعالى : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )).