إن مدى مصداقية ما ننقله من النقائص عن أهل السنة والسلفية إذا كان غير معتمدٍ على دليل ومن كتب أهل السنة فذلك يعد افتراءً وبهتاناً ، أما إذا كان كلامنا معتمداً على دليل من نفس كتب أهل السنة فأظن ذلك أجدر أن يكون حجة نحتج بها أمام ربنا تعالى ، ولك الحق أخي القارئ أن تذكر مورداً واحداً لا يعتمد على دليل ومن نفس كتب أهل السنة لكي نقول : نعم هذا دافعه التعصب .
أما رأينا فيما يقوله " من علمائنا إن الشيعة الإمامية هي الفرقة الناجية " فهذا ليس قول علماءنا ، بل هو قولٌ يستند إلى دليله ، فإذا كان غير معتمدٍ على دليل فتلك دعوى يمكن ردها ومناقشتها ، أما دليلنا على أن الفرقةالناجية هم الشيعة الإمامية ، فذلك يستند إلى دليلين ، نقلي وعقلي ، أما دليل العقلي ، فيستند إلى مقدمتين ، المقدمة الأولى :
أن قول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : افترقت أمة أخي موسى إحدى وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار . وستفترق أمتي من بعدي ثلاث وسبعون فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار .
راجع سنن أبي داود 3/896 ، صحيح الجامع الصغير للسيوطي 1/156 ، مشكاة المصابيح 1/61 الدر المنثور 2/286 . وقد ورد الحديث في هذه المصادر بالفاظ مختلفة وبمعنى واحد .
ومعنى ذلك أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قد أشار إلى حدوث اختلاف من بعده تفترق فيه أمته إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وفرقة ناجية . هذه هي المقدمة الأولى .
أما المقدمة الثانية : فلابد من تشخيص الفرقة الناجية ، وتشخيصها هكذا : لما كان المسلمون قد افترقوا إلى عدة مذاهب ، كلها تقول بإمامة أبي بكر وكونه هو الخليفة من بعد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، واختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الإثنا عشرية فإنها اختلفت معهم في تقديم علي "عليه السلام" ويتلوه اثنا عشر إماماً ، يتبين لنا اتفاق جميع الفرق على مشتركٍ واحد وهو تقديم أبي بكر على علي ، في حين أن الإمامية الإثنا عشرية تختلف مع الجميع في تقديم علي "عليه السلام" ، فقد تبين لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، وهو نتيجة قول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلّم" : أن هناك فرقة واحدة لابد أن تختلف مع الجميع وهي الفرقة الناجية ، فثبت أن الإمامية الإثنا عشرية هيهي المشار إليها في قوله "صلى الله عليه وآله وسلّم" ، وأنت ترى اليوم إذا استقصيت جميع المذاهب الإسلامية فستجد إنها تقول بإمامة أبي بكر إلاّ إنّها تختلف في الجزئيات عدا المذهب الإمامي الذي لا يقول بإمامة أبي بكر أبداً ، بل إمامة علي "عليه السلام" والإثنا عشر من بعده .
أما بقية الفرق الشيعية ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف ، وما بقي منها كالإسماعيلية والزيدية فهي غير متفقة مع الإثني عشرية ، أما الزيدية فتقول بإمامة أبي بكر ، وأما الإسماعيلية فلا تقول بإمامة اثني عشر إمام… ، فثبت أن المذهب الإمامي هو الذي يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى وليس له معها أي مشترك آخر في الإمامة ، وهي الحقيقة التي تشاهدها الآن ، فإن جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، وجميع الفرق في نفس الوقت تتفق على عدم مشروعية الإمامية الإثنا عشرية . فثبت أن الفرقة التي أشار إليها النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" والمختلفة مع غيرها مطلقاً هي الإثنا عشرية ، فهي الفرقة الناجية إذن .
أما الدليل النقلي : فقد روي عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قوله : شيعة علي هم الفائزون . روي ذلك سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 56 والخوارزمي في مناقبه الفصل 17 وأبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء 1/101 والسيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : أولئك خير البرية وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 122 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 16 .
إلى غير ذلك من مصادر أهل السنة فضلاً عن مصادر الشيعة ، ومعلوم أن قوله "صلى الله عليه وآله وسلّم" هم الفائزون تعني هم الناجون ، وشيعة علي هم الذين يقولون بإمامتة وإمامة ولده الاثني عشر إماماً وهم الإثنا عشرية .
أضف الى ذلك حديث الثقلين المروي متواتراً في مصادر الفريقين ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" لأمته وهو قوله "صلى الله عليه وآله وسلم " ( إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا ً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) ، والمتمسك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة .
وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين : (يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش ) والفرقة الوحيدة التي تعتقد باثني عشر خليفة وامير هم الشيعة الذين عرفوا بالاثني عشرية) فثبت أن الفرقة الناجية هم الإثنا عشرية بالدليلين العقلي والنقلي .
فالفرقة ( الناجية ) إذاً هي الفرقة التي تمسّكت بحبل ولاء آل بيت النبي المصطفى « صلى الله عليه وآله وسلّم » ، ورجعت إليهم « عليهم السلام » في عقائدها ، وعباداتها ، وأحكامها ، وأخلاقها ، وتلك الفرقة هم ( الشيعة
وعلى هذا فإنّ المقياس لمعرفة وتشخيص الفرقة ( الناجية ) هو الرجوع إلى أهل البيت « عليهم السلام» في الولاء ، وفي أصول الدين وفروعه ، وذلك للأدلة الكثيرة القرآنية والروائية التي أكدت وأوجبت الرجوع والولاء إليهم « عليهم السلام » .
أما الأدلة القرآنية فمنها قوله تعالى :
1 ـ ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) ـ الأحزاب / 33 ـ .
2 ـ ( إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ـ المائدة / 55 ـ .
3 ـ ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم ) ـ النساء / 59 ـ . وغيرها من الآيات .
وأما الأدلة الروائية فمنها :
1 ـ حديث الثقلين : ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) ـ ذخائر العقبى ، محب الدين الطبري ، ص16 ، وما بعدها ، والتشيع للغريفي ص601 ، والمراجعات ، للسيد شرف الدين ، ونور الابصار للشبلنجي ، وغيرها ـ .
2 ـ وحديث السفينة : ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، مَن ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ) ـ المصادر السابقة نفس الصفحات ـ .
3 ـ وحديث الأمان : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) ـ المصادر السابقة نفس الصفحات ـ .
4 ـ ( مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله ) ـ المصادر السابقة ، نفس الصفحات ـ .
جزاك الله كل خير اخي عبد محمد على النقل الموفق و المفيد ... لكن للأسف تجد من يلوي النصوص الصريحة ( مثلا بعد ما تقعد سنة و انت تقنع فيهم في صحة هذه الرواية مثلا
اقتباس :
أما الدليل النقلي : فقد روي عن النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" قوله : شيعة علي هم الفائزون . روي ذلك سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 56 والخوارزمي في مناقبه الفصل 17 وأبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء 1/101 والسيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : أولئك خير البرية وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 122 وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 16 .
بعد ما تبذل كل جهد و انت تثبت ان الرواية صحيحة ... بتلاقيهم بيحكوا >>> اصلا احنا شيعة علي !!!!!!!!!! عن جد !!!!!!!!!! عبالي الشيعة مش موجودة بزمن النبي عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام و انتو ما بتخدوا شي بعدو .... معلش شتّيت شوي بس هاد جزء من الحوارات اللي شفتها الهم .......... طبعا بشكل مختصر جدا .......
يا رب اهدي زوجي و اهلي و ناسي لما تحبه و ترضاه و اجعلني و اياهم من الفرقة الناجية .....