ورد في مجــمــع الأمثــال / لأحمــد بن محــمد بن أحــمد المــيداني المتوفى عام 518 هـ
و الكتاب من تحقيق العالم المعروف / محمد محي الدين عبدالحميد و طبعة المكتبة العصرية ببيروت
ورد فيه في المجلد الأول صفحة 17 في شرح المثل ( ان البلاء موكل بالمنطق )
(( قال المفضل : يقال : ان أول من قال ذلك أبو بكر الصديق فيما ذكره ابن عباس قال : حدثني علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : لما أمر رسول الله صلى الله عليه (و آله ) و سلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج و انا معه و أبو بكر ، فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتــقــدم أبو بــكر و كان نسابة ، فــسلم فــردوا علــيه السلام
فقال أبو بكر : ممن القوم ؟
قالوا : من ربيعة
قال ابو بكر : أمن هامتها أم من لهازمها ؟
قالوا : من هامتها العظمى
قال أبو بكر : فأي هامتها العظمى أنتم ؟
قالوا : ذهل الأكبر
قال ابو بكر : أفمنكم عوف الذي يقال له لا حُر بوادي عوف ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء و منتهى الأحياء ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار و مانع الجار ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك و سالبها أنفسها ؟
قالوا : لا
قال : أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟
قالوا : لا
قال : أفأنتم أخوال الملوك من كندة ؟
قالوا : لا
قال أبو بكر : فلـستـم ذهـل الأكبــر ، أنتم ذهــل الأصــغــر .
فقام إليه غلام قد بَقل وجهــه يقال له دغــفـــل فقال : إن على سائلنا أن نسأله - و العبء لا تعرفه أو تحمله
يا هــذا إنك قد سألتــنا فلم نكتــمك شيئــا ، فمن الرجــل أنــت ؟
قال أبو بكر : رجل من قريش
قال دغفل : بخ بخ أهل الشرف و الرياسة ، فمن أي قريش أنت ؟
قال ابو بكر : من تــيم بن مرة
قال دغفل : أمكنت و الله الرامي من صفاء الثغرة ، أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر و كان يدعى مجمعا ؟
قال أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه و رجال مكة مسنتون عجاف ؟
قال : أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن وجهه قمرا يضيء ليل الظلام الداجي ؟
قال ابو بكر : لا
قال دغفل : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟
قال أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمن أهل الندوة أنت ؟
قال أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمن أهل الرفادة أنت ؟
قال أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمن أهل الحجابة أنت ؟
قال أبو بكر : لا
قال دغفل : أفمن أهل السقاية أنت ؟
قال أبو بكر : لا
و اجتــذب أبو بكر زمام ناقتــه فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه (و آله ) و سلم
فقال دغفل : صادف درأ السيل درأ يصدعه ، أما و الله لو تبــتّ لأخبرتك أنك من زمــعات قريــش أو ما أنا بــدغفل
فتبسم رسول الله صلى الله عليه (و آله ) و سلم
قال علي : قلت لأبي بكر : لقد وقعــت من الأعرابي على باقــعة
قال ابو بكر : أجــل إن لكل طامة طامة و إن البلاء موكل بالمنطق . ))
انتهت
لقد تجرأ ابو بكر و تطاول على القبيلة و لم يراعي ادب الضيافة أو الحديث ، فكان الغلام دغفل له بالمرصاد و قلب الطاولة على رأسه و فضحه حتى اجبره على الفرار بناقته و رسول الله يراقب و يبتسم مما حدث بأبي هو و أمي.
كما أنني أتسائل عن دور أبي بكر في قريش و عن مكانته ؟!!! فكلما سأله دغــفل عن شيء أجابه : لا ، فماذا كان الخليفة الذي قدموه على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ؟؟!!!