[نووورا انا]

اللهم صل على محمد وال محمد


هل تعلمون أين تكمن عظمة الغدير ؟!!! ...

بقلم : سامي جواد كاظم



الغدير عيد المؤمنين والذي يعد مناسبة عزيزة على قلوب الامامية وكلنا نعلم ان كلمة الغدير مقترنة بالولاية لعلي عليه السلام والواقعة مشهورة ومتواترة بحيث ان المدلسين لم يستطيعوا مسحها من التاريخ لانها هي التاريخ وطالما الغدير مناسبة تقصم ظهور المنافقين فما كان منهم الا محاولة تسويف او تحريف معناها والغاية منها ، ولكن التاريخ يابى الا الحقيقة وبقيت مناسبة الغدير مناسبة ناصعة البياض على مر التاريخ ، حتى ان امير المؤمنين عليه السلام عندما تسلم الخلافة واول اجتماع في الرحبة وهي المكان الواسع الذي جلس فيه المسلمون سالهم الامام عليه السلام عن الغدير والرواية معروفة لدى الموالف والمخالف عندما دعا امير المؤمنين عليه السلام على من تظاهر بالنسيان وكيف كانت الاستجابة الالهية سريعة .

هنا جال في خاطري حوادث وروايات لرسول الله (ض) كثيرة جدا تدل على ولاية علي عليه السلام وعلى سبيل المثال وليس الحصر اية وانذر عشيرتك الاقربين والتي انتهت بحديث رسول الله (ص) باقراره للوصاية والخلافة والوراثة لعلي عليه السلام واكد بالقول فاسمعوا له واطيعوه حتى ان بني هاشم قالوا لابي طالب عليه السلام والد امير المؤمنين عليه السلام ان الرسول امرك ان تطيع ولدك وهذه دلالة قاطعة على اسلام ابي طالب عليه السلام ، حادثة المواخاة حيث اخا رسول الله (ص) بين المسلمين وجعل علي عليه السلام حصته ، معركة تبوك واستخلافه علي عليه السلام على المدينة من بعده وقوله المشهور حديث المنزلة حيث منح الرسول الامام علي عليه السلام منزلة كمنزلة هارون من موسى واكملها الا انه لا نبي من بعدي ، اية ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ، فقيل يارسول الله من هم خير البرية ؟ فربت على كتف علي وقال علي وشيعته ، واية اعطاء الزكاة وهو راكع يا ايها الذين امنوا انما وليكم الله ورسوله والذين يؤتون الزكاة وهم راكعونِ ـ انَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة : 55]ـ ، الا تدل على ولاية علي عليه السلام ، اية المباهلة والتي جعلت علي عليه السلام هو نفسه محمد صلى الله وعليه واله وسلم ، وحديث علي قسيم الجنة والنار وعلي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق ، كل هذه الايات والافعال والتقارير لا تدل على ان علي عليه السلام هو قائد الامة من بعد الرسول صلى الله عليه واله ؟

انها الشمس بعينها وحديث الثقلين عروة وثقى نتمسك بها بكل اهل البيت من ذرية امير المؤمنين المعصومين عليهم السلام ، والذي ذكرناه هو قطرة من بحر الادلة التي تدل على ولاية علي عليه السلام .

اذن السؤال بماذا امتاز الغدير عن بقية اقوال وافعال وتقارير رسول الله (ص) في اثبات ولاية علي عليه السلام ؟

امران لا غيرهما هذا ما اعتقده انا الامر الاول ان الاية التي نزلت بعد اية الغدير ( اية التبليغ)ـ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل، فما بلغت رسالته ـ نزلت اية اكمال الدين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا) هذه الاية عظيمة جدا لتدلل على عظمة اية التبليغ ولتثبت ان جهاد رسول الله (ص) منذ البعثة الى يوم مماته في سبيل الرسالة الاسلامية تضرب عرض الحائط ان لم يرافقها ولاية علي عليه السلام بدليل اية اكمال الدين فمن غير ولاية علي الدين ناقص والنقص قصد فيه تفسير ما موجود في كتاب الله وسنة نبيه الذي لا يمكن ان نعلم ما تضم بين حروفهما من علوم الا من خلال موالاة امير المؤمنين عليه السلام حتى ننهل من فيض علومه وعلوم ذريته والحقيقة ان الغدير التي نصبت امير المؤمنين عليه السلام على الولاية هي نفسها تنصب الحسن والحسين والائمة المعصومين التسعة من ذرية الحسين عليهم السلام ، اذن الامر الاول ان الغدير هو اكمال الدين وبدون الغدير فكان رسول الله ما بلغ الرسالة وهذا ما جاء في اية التبليغ ، هذا اول مر .

الامر الاخر ان اهمية الغدير جاءت لانها احدث واقوى واقرب دليل يستشهد به شيعة امير المؤمنين عليه السلام على من اغتصب الخلافة حال وفاة رسول الله (ص) فالاحداث والاقوال كثيرة كما قلت تلك التي صدرت عن رسول الله (ص) تثبت ولاية علي عليه السلام الا ان اقربها هي حادثة الغدير كما وان الذين حضروها وبايعوا علي عليه السلام لا زالوا بالمدينة قرب رسول الله (ص) وهو في مرضه ليودعهم في الدنيا والملتقى في الاخرة يوم الحساب ليقول لهم كيف خلفتموني في عترتي ؟

فلان حادثة الغدير بينها وبين وفاة رسول الله (ص) سبعين يوما تقريبا فتعد اشهر واهم دليل يستدل به على ولاية علي عليه السلام اضافة الى العدد الكبير من المسلمين الذين حضروا هذه الحادثة دون سائر الحوادث الاخرى التي ذكر فيها رسول الله (ص) ولاية علي عليه السلام .

فعندما يقول رسول الله (ص) لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق الا تدل على الولاية وعندما يقول الصالحون علي وشيعته الا تدل على الولاية وعندما يقول الله عز وجل بلسان رسوله وليكم من اعطى الزكاة وهو راكع الا تدل على الولاية ؟ وعندما يقول علي الصراط المستقيم الا تدل على الولاية ؟!!!

كلها تدل على الولاية وعظمة الغدير هو جهود رسول الله (ص) في تبليغ رسالته في كفة وتبليغه لولاية علي عليه السلام في كفة فلولا الولاية لما كان هنالك دين كامل .