الى متى السخرية منا يا ابو اسراء ...!!!...ناهدة التميمي
بتاريخ : 27-01-2010 الساعة : 10:11 AM
.
هذه المرة الالف التي يحصل فيها انفجار كارثي مروع .. وبعده نلعق جراحنا ونلملم اشلاءنا ونغسل دماءنا وبقايانا الادمية من على الطرقات والارصفة بانتظار التفجير التالي الذي سيحصد من يحصد من التعساء و البسطاء والمساكين والقاصدين باب الله والعمال والطلاب والموظفين الذين في كل مرة تتيتم عوائل لهم او تترمل نساء او رجال لهم ... الى متى يا ابو اسراء فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ..
انا بنفسي ومن خلال بعض الاستقراءات كتبت لاتتبجحوا بالامن واستقراره لاننا رصدنا انه بعد كل تصريح من هذا النوع يحصل في اليوم التالي تفجير كارثي وعلى درجة عالية من الاستعداد والتقنية والتخريب .. فبعد تصريح للسيد رئيس الوزراء لقناة العراقية عن استقرار الامن ( والنجاحات الامنية ) التي حققها جاءت هذه الانفجارات المدوية ردا عمليا عليها .. ربما تكون لهجة التحدي هذه هي التي تستفز هؤلاء المجرمين الذين لايتوانون عن قتل الابرياء وابناء جلدتهم ولايطرف لهم جفن لحرق جسد طفل صغير ليثبتوا العكس ..
ربما كان لاعدام علي الكيمياوي دور في حصول تفجيرات الفنادق في الكرادة امس ومبنى الادلة الجنائية اليوم باعتباره احد اركان الجريمة في نظام صدام وواحد من اعتى رموز الارهاب في العراق ابان حكمه .. ولكن هذا لايمنع ان هناك استقراءات تقول انه بعد كل تصريح باستتباب الامن .. كما صرح السيد المالكي في برنامج سعد الطائي وقال ( حققنا الامن .. ونشرع في رفع الكونكريت المسلح وباستطاعة الناس الان التجول ليلا .. وبامكانهم التنقل من محافظة الى اخرى) نعم كل ذلك صحيح ولكن الامن لم يستتب تماما ولم تستقر الامور وبعد كل تصريح من هذا النوع ياتي الجواب عمليا ومتحديا بمتفجرات تملأ المدينة ..
الشارع يرى ان هذه التفجيرات ماهي الا رسائل عنف ملغمة يراد لها ان تكون سياسية .. توقيتها ووضعها يقول انها تأتي بعد كل انجاز كبير او مشكلة مع البعثيين او اعدام احد رموزهم او زيارة لمسؤول امريكي او دولي ليبينوا قدرتهم او بعد تصريح باستقرار الامن ليثبتوا عكس ذلك .. وطبعا من يدفع الثمن هو المواطن البسيط والمعدم والذي لاناقة له ولاجمل بالصراع بين الكتل والاحزاب والقوى الدولية والاقليمية على ارض العراق .
. قبل يومين رايت برنامج على قناة الاردن يتكلم عن الانتخابات العراقية فوصفها احد الضيوف ويدعى الحسيني انها ستكون عجيبة من عجائب الدنيا السبع لما لها من اهمية اذ انها ستفرز اية دولة اقليمية ستكون المهيمنة على العراق .. هكذا اذن هم ينظرون للوضع والانتخابات في العراق على انها غنيمة ومن سيظفر بها ستكون له الغلبة.. ايران او السعودية او الامريكان او الاتراك او او .. دون الاكتراث بما يريده المواطن العراقي
قد تكون هذه التفجيرات ايضا لثني المواطن العراقي عن المشاركة في الانتخابات وتيئيسه من اي اصلاح او امل على ارض الواقع ليزهد بكل شي وبالعملية السياسية برمتها وبالانتخابات من بعدها.. فالمواطن يهمه امنه وامن عائلته وان يذهب ابنه او ابنته الى مدرستهم او جامعاتهم وهو مطمئن ..
لقد سئمنا ابرة المورفين المخدرة بعد كل انفجار عنيف من ان الاجهزة الامنية قد امسكت بالجناة وستعاقبهم .. وماهي الا ايام معدودات حتى نرى المجرمين وقد تناسلوا بغيرهم او اطلق سراحهم ليقوموا بنفس العمل الشنيع .. فهذه نقطة مصداقية على السيد المالكي ووزارئه الامنين .. وقد افلح من صدق .. نريد ان نرى المجرمين وقد اقتص منهم.. فعندما يصل الامر الى ضرب اكثر الاماكن تحصينا والمقرات السيادية مثل المنطقة الخضراء والخارجية والمالية والادلة الجنائية .. فلم يبق غير الانقلاب حسب بيان حزب البعث الاخير « جناح عزة الدوري، والذي أكد من خلاله أنه في الوقت الذي سوف تنسحب فيه القوات الأميركية من العراق، فإننا سوف ندخل بكل قواتنا العسكرية وتشكيلاتها، ونحرر العراق من القوة التي تسيطر عليه الآن، والتي تعمل لأجندة خارجية، ونعيد النظام إلى حزب البعث؛ الذي هو الأحق بالحكم في العراق».
اذن الانقلاب هو النتيجة الحتمية لهذا التردي الامني والتمادي في التهاون بارواح الناس والتساهل مع المجرمين ومجاملة الاحزاب والكتل والقوى الاقليمية والامريكان على حساب امن الناس وراحتها واستقرارها .. الحل يكمن بتطهير الاجهزة الامنية من عناصر الامن والمخابرات الصدامية التي اجرمت بحق العباد واقالة الوزراء والمسؤولين الامنين ومحاكمتهم والاقتصاص من المجرمين علنا والاخذ بثأر الضحايا .. ذلك هو اول الخيط الذي سيوقف حمام الدم الجاري في العراق وبعكسة سنبقى ننتظر تفجيرات جديدة او ربما حتى الانقلاب .