[jnoob99]

كان اقرار البرلمان لميزانية 2010م ضربة موجعة لبعض الكتل السياسية حيث انها جاءت متناغمة مع مقترحات الائتلاف الوطني العراقي وتبنيها وان كانت بنسب متدنية لكنها خطوة مهمة على الطريق الصحيح ومن بين النقاط المهمة فيها اضافة الى ضخامة الاموال الاستثمارية وتخصيص ترليون دينار للقطاع الزراعي مايلي :

1. تخفيض المنافع الاجتماعية الى الرئاسات الثلاث التي كانت تصرف لاغراض شخصية وانتخابية
2. تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث واعضاء البرلمان والدرجات الخاصة بنسبة 30%
3. ربط حركة التعيينات بمجلس الخدمة الاتحادي وهذه نقطة جوهرية اثارت حفيظة حزب الدعوة دون باقي الكتل السياسية الاخرى ، فلماذا بانت عقيرة دولة القانون دون غيرها ، وهاجمت القرار بعنف ومنذ اللحظة الاولى لاقراره ، والغريب ان تبريرهم كان اسوء من فعلهم ولم يكن منطقيا" ولاعقلانيا" بالمرة ويبدو ان القرار وقع كالصاعقة على رؤوسهم فافقدهم توازنهم بينما كان الاجدر بهم التفاعل مع القرار كونه يصب في مصلحة الشعب اولا" ولكن يبدو ان احلامهم ذهبت سرابا" فكانوا يمنون النفس بكسب جولة الانتخابات القادمة بوسيلتين :
الاولى : صرف اموال المنافع الاجتماعية الضخمة المخصصة لرئيس الوزراء للكسب الانتخابي ،كما فعلوا في انتخابات مجالس المحافظات وصرفهم لاموال الفقراء على شيوخ الاسناد ومقربيهم وهذه لايمكن لاحد ردها او نكرانها وخاصة في مدن الجنوب والوسط
الثانية : انهم اعطوا وعودا" لانصارهم بالتعيين بغض النظر عن الشروط المتوفره فيهم مقابل كسب اصواتهم الانتخابية ، وراح البعض منهم يجمع القوائم في الناصرية من اقزام شيوخ الاسناد المستبعثين
حينا" والبعثيين المجرمين ، واصبحت مكاتب احزابهم مجمعا"للنفوس المريضة ممن امتهنوا كسب السحت الحرام وقبض الاموال من الشباب والفقراء مقابل حصولهم على فرص للتعيين ، بعد ان يستوثقوا منهم الايمان المغلظة على انتخاب (دولة اللاقانون) او بعض المرشحين ، اما البقية ممن لامعرفة لهم بوزراء المالكي او من غير مناصريهم فليس لهم الا العيون الشاحبة الى الباري عز وجل
وحقيقة اذهلني موقف ممن يسمون انفسهم بالدعاة (مع الاسف) وهم يتباكون كذبا" وبهتانا" على الفقراء من العراقيين ، ولو كانت دموعهم حقيقية وصادقة فاين ذهبت الدرجات الوظيفية السابقة وهي بمئات الالاف ، ألم تذهب الى اقارب شيروان وصادق الركابي وطارق نجم وحيدر العبادي وعبدالفلاح السوداني ، ألم تذهب التعيينات مقابل اموال تدفع لهذا الشخص او ذاك ، ألم يتباهوا وزراء الدعوة بانهم
قادرين على كل شيْ فقد بلغ بهم الغرور حدا" لايوصف ، ألم تذهب التعيينات الى ابناء المجرمين البعثيين وتعيينهم في وزارة التربية والتجارة والداخلية والنفط ، واصبحت الاوامر تصدر من رئاسة الوزراء بدلا" من الوزرات في كثيرا" من الاحيان ، فاتقوا الله يامن تحسبون انفسكم من الدعاة ، وعودوا الى رشدكم عسى ان يتوب الباري عنكم وردوا مافي ذممكم الى الخالق والى الناس
فلن تنفعكم اقوالكم الكاذبة وبكاؤكم على الفقراء من العراقيين فان دموعكم دموع التماسيح ، والغريب ان وزير الداخلية البولاني سلك سلوكهم في الوعود بالتعيين لكنه مع ذلك لم ينبس ببنت شفة حول القانون، ويبدو انهم احسوا ان جميع اوراقهم احترقت وانكشفت ، فلم يستطيعوا صبرا" من كلمة الحق
التي نزلت على رؤوسهم كالصاعقة فافقدتهم صوابهم وتفكيرهم ، وينطبق عليهم قول امير المؤمنين
(عليه السلام) (( مامعاوية ادهى مني ولكنه يغدر ويفجر) فقد بان مكرهم وغدرهم بالفقراء ففضحهم الله العزيز القدير ، ولو سكتوا لكان احسن لهم ولكن(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين


بقلم الكاتب