قد تبين الغي من الرشد،هاهم جحافل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يعودون من جديد، ليضيفوا إلى سجلهم الحافل جريمة شرف جديدة، فبعد عام على تصوير النساء في الحادثة المعروفة، ها هم هذه المرة يعتدون على شاب لدى خروجه من بيت زوجته قبل زواجه بليلة واحدة برفقة أخواته الثلاث ورميهم يسبحون بدمائهم في الصحراء بمسوغ (خلوة غير شرعية).
جريمة يندى لها الجبين، والسبب طبعاً، هو شك، مجرد شك ساور أحد أعضاء «مؤسسة بلاك ووتر» الستة، بأن الثلاث بنات قد يكن بنات هوى وان الرجل المرافق ضميره غوى!.ومعروف مسبقاً القاعدة الفقهية المتبعة هي (اجتهد فأخطأ!).
وعد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديد في بداية عهده قبل عام بأن شعار الهيئة الجديد «حسن الظن، وأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته!»، أين حسن الظن يا سعادة الرئيس؟.إن سياسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديدة مثلها مثل علبة (الكوكاكولا الجديدة) تشبه القديمة في كل شيء عدا مسمى (جديد).
في كل مرة يرتكب هؤلاء المهووسون جريمة يخرج المتحدث الرسمي ليطمئننا بأن التحقيق جار، وان على الضحية أن يقبل اعتذار الهيئة ويحمد الله على السلامة وعفا الله عما سلف،السؤال المكرور والباحث حتى الساعة عن إجابة، من يحقق مع من؟
هنا يجدر التنبيه، أنه قبل أكثر من عامين ذكرت احدى الصحف بأن الكويت تتجه لمحاكاة التجربة واستحداث هيئة «حراس فضيلة»، وكنت أقول في نفسي حينها: مساكين أهل الكويت سوف تتحول جنة حريتهم إلى جحيم على أيدي هؤلاء المهووسون بـ(حراسة المرأة)، أنصح أهالي الكويت، إياكم أن تسمحوا لهذه الفئة أن تختطف حياتكم الخاصة، فبعد أن تستوطن الهيئة تصبح مثل الفيروس الذي يصيب العين وينتقل بالملامسة، لا يعالج بسهولة، وكلما حككت العين تزداد العين احمراراً.
المضحك المبكي ان الهيئة استحدثت وحدة ضمن جهازها تسمى «وحدة حقوق الإنسان» تريد هيئة «الوأد الحديث للبنات» من خلال إنشاء هذه الوحدة استعادة عذريتها المفقودة منذ زمن، لم يعد الناس يثقون بالهيئة وجحافلها، ولم يعودوا يطيقون رؤية «حراس الفضيلة» وهم يجوبون المجمعات التجارية والشوارع بسيارات الدفع الرباعي تفتيشاً عن ضمائر الغواية.
إن آخر العلاج الكي، وهو الأنجع لتلافي تكرار جرائم الهيئة،و يكمن في استحداث (هيئة جديدة) تكون مسؤوليتها الأولى (حل) جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للأبد.