ونستكمل الذي بدأناه حول بشرى العراقيين بقادتهم الجدد ونستطرد ونقول لماذا لا نشيع ثقافة التسامح التي ونادت بها مرجعيتنا الرشيدة وعلى لسان أية الله السيد علي السيستاني(دام الله ظله الشريف) حيث في أحدى لقاءاته وقبل الانتخابات طالب الناس بإشاعة مفهوم أنا أحبك ثم طلب المغفرة على الذي تهجم عليه وهو الدعيِّ العريفي ولم يتهجم وهذا هو قمة التسامح والعفو والحلم التي تمتاز بها مرجعيتنا الرشيدة إلا حري بنا إن نتمسك بنهج مرجعيتنا وإن نسير على خطاها وإن نطبق ما يعملون حرفياً أم أنه كلام فقط تمسكنا بنهج المرجعية ولا نطبقه على أرض الواقع فلنتمسك بمرجعيتنا بكل فتاويها وكل عملها وبتقديري المتواضع سوف لن نخذل أبداً وسوف نسير في طريق الفلاح والنجاح لشعبنا العراقي انشاءالله أما أخذ البعض الذي يروق لنا وترك الأخر لأنه لا يروق لنا فهذا أمر مخالف لتعليم وفكر مذهبنا مذهب أهل البيت بل هو يدخل في باب المعصية وعدم أتباع تعاليم المرجعية لهذا وأنا أكتب مقالي هذا وألاحظ مدى التهجم بين الأعضاء والتشرذم الذي لا يعني سوى أننا متفرقون وهذا يحدث علانية وعلى صفحات وباقي المنتديات الأخرى وبضمنهم منتدانا التي لا أدري هل هذا التهجم يفيد مسيرة مذهبنا؟ أم يفيد ما نعمل من أجله في بناء الحكم الجديد ونجاح تجربة الحكم الشيعي؟.
وأذكر لكم أنه عندما كنا أطفال وفي المرحلة الابتدائية كان تروى لنا قصة الرجل العجوز الذي لدية ثلاثة أولاد وقد شارفته المنية فأستدعى أولاده وأعطى لكل واحد عصا واحدة وقال لهم اكسروها فكسروها بسهولة ثم أعطى لكل واحدة حزمة من العصي فقال أكسروها فلم يقدروا عند ذلك قال لهم أنكم عندما تتفرقون يسهل على الناس هزمكم ولكن عندما تتوحدون لن ينتصروا عليكم أعدائكم والناس فكونوا متوحدين حتى لا يطمع الأعداء بكم.فهذه القصة البسيطة في سردها العميقة في معانيها توضح سبب انكسار العرب والمسلمين وعدم وجود صوت مسموع لديهم وهذا ناتج بسبب تفرقهم وكذلك نحن أهل المذهب نسير في نفس هذا النهج الذي يؤدي إلى التفرق وحصول الكثير من الأمور التي لا يحمد عقابها فتعقلوا ولا تأخذكم حماسة الشباب وفوران الدم الذي تمتلكونه واحتكموا إلى العقلاء وكبار السن الذين خبروا الحياة والذين لديهم تجربة تفيد الكل في حياة الجميع وكما يقول المثل (أكبر منك بيوم أكبر منك بسنة)ونحن لا نقول إن شبابنا هم الذين يقومون بكل ما ذكرته بل أقصد الجميع بل بالعكس بالشباب نبني عراقنا وبسواعدهم وأفكارهم النيرة في التزامهم الديني نسير في الاتجاه الصحيح ولكن علينا إن نراجع أنفسنا باستمرار وإن لانسمح لأي واحد وكائن من يكون وبغض النظر عن العمر بأن يكرس مسألة التفرق والتشرذم بيننا لأن هذا هو ما يطمح إليه أعداءنا الذين يتربصون بنا الدوائر والذين لا يريدون لمذهبنا الشيعي إن تقوم له قائمة وهذا ما نقره جميعاً باستهداف أعداءنا لنا.
ثم نأتي إلى نقطة مهمة في مقالي وهي أحزابنا التي موجودة في الساحة السياسية وأرجو من الجميع إن يتقبلوا هذا النقد الموضوعي الذي لا أريد منه الانتقاص من أي احد وإذا أخطأت فهذا إننا عباد الله كلنا خطاؤن وخير الخطاؤن التوابون كما يقول نبينا الأكرم محمد(ص) فالأحزاب الدينية والتي تمثل منهجنا كانت قاصرة في عملها وبرامجها السياسية وهذا ما اعترفت به أحزابنا ولم تستطع إن تلبي طموح الشعب العراقي ولم يمتلك أعضائها تلك الحرفية السياسية والمهنية العالية التي بها يستطيعون بها إدارة العملية السياسية في العراق بل كانوا جزء من عملية هذا التخندق والتشرذم فيما بين أعضاء المذهب الواحد من خلال تصريحاتهم ومهاتراتهم في البرلمان والتي كانت تبثها كل القنوات والتركيز عليهم من قبل القنوات الفضائية المغرضة لكي تعمل على أثارة الأحقاد والمشاحنات وهذا الكلام للكل وكان المفروض المجيء وخصوصاً على مستوى الحكومة الإتيان بأناس كفوئين وعلى مستوى التخصص لكي يتم أدارة الوزارة أو الدائرة المعنية بكل كفاءة مهنية بعيداً عن التحزب بحيث تصبح تلك الوزارة أو الدائرة مغلقة لذلك الوزير المنتمي للحزب المعين بحيث لا يتم التعيين إلا من هو منتمي إلى حزبه وبالتالي تصبح الوزارة خادمة لتحقيق مصالح حزب الوزير ومنافعه وتسير بغير الخط المعروف عن كل دوائر الدولة في خدمة المواطنين وانجاز معاملاتهم وبالتالي ظهر مفهوم جديد علينا هو مفهوم الفساد السياسي والمعروف من قبل الجميع مما أعطى نقاطاً أضافية في فشل تجربة الحكم الجديد لعدم تحقيقها لطموحات شعبنا العراقي الصابر الجريح ولينتشر الفساد الإداري والمالي والسياسي وبأبشع صوره لوجود أناس طفيليين في الساحة العراقية تسلقوا وصعدوا إلى الساحة في ضوء هذه الفوضى الموجودة وقد وصف أحد المفكرين في كيفية قيام الثورات بقوله (إن الثورة يصنعها الأبطال ويفجرها المغامرون ويستفاد منها الانتهازيين)وهم هؤلاء الانتهازيين الذين أضروا وساهموا في تشويه صورة حكمنا الجديد والذين قسم كبير منهم قد تم تجنيدهم لهذا الغرض من قبل جهات كثيرة ويعرفها الجميع الغرض منها إفشال هذه التجربة الجديدة في عراقنا الجديد والتي تعني الكثير من الآمال الجميلة لكل عراقي شريف ونزيه يؤمن بعراقنا الجديد.
وأصبح حتى التعيين يجب إن تكون منتمي للحزب الذي فيه الوزير وكأننا رجعنا إلى الصنم صدام الذي كان يعتبر التعليم وغيرها مغلقة ويجب إن ينتمي الموظف أو المدرس إلى حزبه المقبور وإلا فالطرد موجود والأبعاد وبالأخير الملاحقات وهذا ما دفعنا إلى الهجرة والغربة لأنه إذا لم تنتمي يتهموك بأبشع التهم وأولها سب صدام المقبور والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام أو التبعية لإيران وغير هذه الأمور التي عشتم وعانينا منها كلنا وهذا كله أدى إلى قصور في عمل كل الأحزاب وعدم تلبيتها طموحات الشعب والقصور في جانب الخدمات التي شهدت تراجع كبير فيها وعدم العمل على بناء البنية التحتية التي هدمها النظام المقبور والتي أستكمل هدمها بعد السقوط بشيوع الفوضى والسلب والنهب ومارافقها من تهديم لذلك وجاء البرلمان الذي يجب إن يكون على كل نائب عين للذين انتخبوه في البرلمان ولكن حدث العكس كانوا الأغلبية منهم ليس على مستوى المسئولية التي حملها لهم الشعب فقبعوا في المنطقة الخضراء وتحصنوا بها مع حمايتهم ولم يهتموا إلا بتحقيق مصالحهم الشخصية والعمل بكل الوسائل في زيادة منافعهم ومصالحهم حتى إن مرجعيتنا الرشيدة وجهت بعدم التحصن بهذه المنطقة(سيئة الصيت) وأنها لا تحميهم والنزول إلى الشعب ومعرفة همومهم والعمل على تقليل الفروق في الرواتب بين أعضاء الحكومة والمواطنين ولكن لا حياة لمن تنادي بل كانوا الكثرة منهم يلتزمون بالمرجعية في الظاهر وخوفاً من سخط الجماهير عليهم ولكن في داخلهم عدم التزامهم باي توجيه وفتوى من مرجعيتنا التي كان هم المرجعية خدمة الشعب وإنجاح الحكم الجديد ولهذا كنا نلاحظ عندما تحتدم الأمور في الساحة السياسية وخصوصاً في الانتخابات تجد سياسينا يركضون نحو النجف والمرجعية والدعاية بالتزام المرجعية لهم ولكن عندما تستقر الأمور نجدهم لا يلقون بالاً لكل ما يحدث في المرجعية ولا يسألون عليها وهذا مما حدى بالمرجعية في تصرف ذكي أنها قررت عدم استقبال سياسيينا قبل الانتخابات الخيرة لعدم استغلال المرجعية في الدعاية الانتخابية لمعرفتها بكل بواطن وخفايا الأمور.
ولهذا كان الحري بأحزابنا وجود أناس كفوئين وعلى مستوى الحرفية المهنية والسياسة لكي يديروا الحكم في العراق بدلاً من جعل الأمور التي آلت إليه في انتخابنا التي جعلت الكثير من المهتزين والذين ليس لديهم أيمان راسخ بالاتجاه نحو العلمانيين مستغلين العلمانيين قصور البرنامج السياسي والاقتصادي لدى أحزابنا مما أدى إلى التحول الذي اشرنا إليه مضافاً إليه تردي الخدمات مع قصور واضح في الجانب الأمني وهذا كله نابع من الفساد المالي والإداري الذي استشري في كل مرافق الحياة أدى بالتالي إلى بروز ظاهرة التدني في الإقبال على الانتخابات أو القسم الذي لا بأس الذين لم ينتخب القوائم الشيعية ومساهمة نوابنا في ذلك نتيجة عدم توحدهم في كل قوائمنا واستخدام منهج التسقيط في ذلك والذي استغله كل من لا يريد لنا الخير.
وكانت الطبخات تعد في السعودية ومصر ودول الجوار وبمساهمة مع نواب أرادوا إن يتسلقوا سدة الحكم وكان المشرف على كل هذه أميركا التي لا تريد الأحزاب الدينية الشيعية إن تمسك الحكم لخوفها من انقلاب الأمر عليها والتي لديها حسابات وأجندات خاصة تعمل لها في منطقتنا لكي يتم ترتيب الأوراق والأوضاع بعد الانسحاب الأمريكي المزعوم من العراق وماقصة هذا الفرز والعد الذي تأخر وما مصطلحات النتائج الجزئية والمرحلية والتي تدخل في مجال هذا الترتيب للضمان بعدم وجود ائتلاف يضمن الأغلبية وإنما جعل الأمور محيرة وتتم التحالفات بين الائتلافات وتقديم الصفقات المشبوهة وخلف الكواليس والذي رجعنا إلى مصطلح سياسة(التوافق) التي جلبت الكثير من الويلات والمصائب للعراقيين وخلق وضع قلق في العراق لضمان تحكم الأمريكان والدول المجاورة والتي ذكرناها الوضع في العراق مضافاً إليها إن كل دولنا العربية التي بات العراق يشكل لها مشكلة وإزعاج في صعود الشيعة والتي تنفق الغالي والنفيس في سبيل تغيير هذا النظام ومهما كانت الظروف.
وفي الأخير فإن علاوي وقائمته تشكل رقم جيد للأمريكان وهو عنصر يجب إن يكون حاضراً في الساحة العراقية وتحقيق أجنداتهم الخاصة والذي به يتم إرجاع البعث إلى الحكم الذي لن تتخلى عنه أمريكا مهما كانت الظروف وترتيب الأوضاع بما يلائم مصالح الجميع عدا الشيعة التي تبقى ينظر إليها بتوجس وترقب من قبل كل الأطراف.
ونتساءل بدورنا هنا هل يعي قادتنا وسياسيينا هذا الأمر؟ أم همهم الأول هو الكرسي والحكم الذي له بريق الشيطان؟ وهل يعمل سياسيونا وبجد على خدمة المذهب وإنجاح تجربة الحكم الشيعي وتحقيق كل مطامح أبناء مذهبهم وكل شعبهم العراقي؟
أسئلة نتركها للزمن لكي يجيب عليها والتاريخ هو أحسن مدون للتاريخ ولا يترك شاردة ولا واردة إلا سجلها بما فيها الجيد والسيئ.