وفي محـراب العشق ذابت روحي إلى أن سجدت بقلم/ خادمة الشيخ المهاجر
بتاريخ : 24-03-2010 الساعة : 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلوتُ آيات عشقك أيها الخالد في غمد الزمان وجعلت الصبر وردا أتنسك به في محراب الحب يكفن الدمع و يزرع الذعر في شيطانٍ لطالما ساعد قلبي على أهوائه فستطابت لي طاعته، فوعيت عندما أغتسلت روحي بآيات الإبتهال
وناجيت الإله بحب الآل ، عندها أرتديت لباس التقوى عاكفة ولذت بإسمه وكان الصوت محمحماً باكيا ، فتخيلت أني شراعا لاجىءً قد خانني الموج وأضاع مرسى الأمان من نفسي ...
وجدت تلك الروح قد دثرتها أكف القداسة لترسم الصبح بـ"الحسن المجتبى " وتعانق الأزهي في نورٌ من الكرامة لم يتجلى لأحد من قبل ،لأنها كانت لي في عالم الخيال ، خبأتها وأنحنيت لها أقبل أعتابها وطفت حولها بإحرام العشق لأصلَ إلى مرفىء الغفران ...
وبعدها طأطأت برأسي خجلانة منك سيدي ،ونسجت بإسمك في أوراقي نورا تباهت الأقلام التي كتبت ،وأعلم أن ما سطرته في حقك لن يخلصني من تابوت الحب الذي هامت روحي فيه ، وكنت موقنة بإن الحب لا بد أن يكون كذلك ليعلن للآخرين نشوته العبقة
فسلامٌ عليك يا باب الجود والأحسان والكرم
فقررت من لحظتي هذه أن أبحر في كتب التأريخ والسير وأختبى خلف قضبان أزمنه وأعود بذكريات روحانية جميلة أنثرها وتنير عقولنــا...
فرأيت ذلك الناسك المتبتل إلى الله تعالى بالطاعة و إذا توضّأ; ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك فقال : «حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله».
و إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : «ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم»[المناقب : 3 / 180، والبحار : 43 / 339 ]
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّوجلّ ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم[اضطراب السليم من لسعة العقرب ] وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار ، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّوجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك ، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً ...»[راجع الأمالي للصدوق : 150 ، وبحار الأنوار : 43 / 331 .].
ولا أنســـاه مناجيا ربه خاضعاً له ويتذلّل بين يديه
قائلاً(عليه السلام) : «اللهمّ إنّك الخَلَفُ من جميع خَلقِك، وليس في خلقِكَ خَلَفٌ مثلُكَ ، إلهِي من أحسنَ فبرحمتكَ ، ومن أساء فبخطيئته ، فلا الذي أحسنَ استغنى عن رَدفك ومعونتك ، ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك ، الهي بك عرفتك، وبك اهتديتُ الى أمرك ، ولو لا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ ، فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهمّ اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك ، إلهي أطعتك ولك المنّة عليَّ في أحبّ الأشياء اليك : الإيمان بك والتصديق برسولك، ولم أعصك في أبغض الأشياء اليك: الشرك بك والتكذيب برسولك ، فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين »[مهج الدعوات : 144 ]
وأجمل شيء كان أني رأيته في محراب الإله متنسكا وفي محراب عشقه ذابت روحي وخرت قدامي فسجدت باكيه
بعدها أنتبهت من غفلتي وقررت أن أجعل نوره نصب عيني ... فما الذي شعرته نفوسكم عندما شرحت لكم ما رأيت؟؟
سلامٌ عليكَ يا أبا محمد يوم ولدتَ ويوم تموت ويوم تبعث حيـــا
هديتي إليكم خادمتكم
خادمة الحُســـين
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم