بعيدا عن صخب السياسة : فاطمة الزهراء عليها السلام وجرح الشمس...لمحمود الربيعي .
بتاريخ : 29-03-2010 الساعة : 01:40 PM
.
فاطمة والشمس والحزن على الإمام الحسين عليه السلام
السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام جمال الغصن في الشجرة النبوية
فاطمة والرسول وعلي والحسنين والشمس والإمام المهدي
ياأيها المحتجب بنور وجه الله القديم الكامل أكاد أسمع الأنين من شعاع الأمل الذي يصلني منك.. يوم تظهر لتطهر الأرض من الشرك والفساد، نعم نعم، فالشمس تحزن عند كل كسوف وتذرف الدموع والدماء عندكل غروب منذ أول يوم من أيام الطف من محرم الحرام يوم غمدت سيوف الأشرار جسد الإمام الحسين الطاهر عليه السلام وهو الذي يمثل صفوة البشرية وكان عموداً للدين الذي به يستقيم العالم، نعم نعم، فآفاق السماء حمراء مذ قتل الإمام الحسين عليه السلام بسهام الغدر على أيدي آل سفيان وآل زياد وآل مروان " يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن " خَلَف " قابيل وعاقر ناقة صالح "، فكلنا يبكي الحسين عليه السلام كما بكاه الرسل والأنبياء والأوصياء من قبل، وكما بكته الملائكة، وبكاه آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وعيسى وموسى عليهم السلام، وبكته الزهراء نجمة آل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة .. نعم هي نجمة الكون ومركز الحياة في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هذه السيدة التي خلق الله الشمس والقمر والنجوم والأفلاك والبحار والأنهار لأجلها ولأجل محمد والنجوم الزاهرة من بقية الآل الطاهرين، نعم بكتها الشمس وليس للجاهلين إلاّ أن يكونوا كمثل عاقر ناقة صالح!
نعم نعم لقد جُرِحَت الشمس يوم الطف وحزنت لمصاب أبي الأحرار، وحزنت فاطمة عليها السلام على ولدها وقبل أن يقتل بيد عصابات الكفر والفسوق والعصيان، ففاطمة والشمس تلعنان العصابة التي قتلت الحسين وتبكيان الإمام الحسين المظلوم عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ما عرفك إلا الله وأنا " إذ هي سر من الأسرار وموضع سر النبي الأكرم تحمل علوم المعصوم، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " فاطمة بضعة مني " ( أي قلبي )، وقال صلى الله عليه وآله وسلم:" فاطمة روحي التي بين جنبيّ ".
من ألقاب سيدة نساء العالمين الزهراء والكوثر وماأجمل الألقاب ماأروعا، نعم نعم نعم هكذا لقبها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى علمه شديد القوى، ففاطمة مثال الكمال البشري وعلوه العال وقد ورد في الحديث الشريف "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع وهن خديجة الكبرى ومريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم وفاطمة الزهراء"
لقد عانت الزهراء عليها السلام رغم قصر عمرها آلام المحن وهي تستقبل كل يوم خبراً محزناً كخبر وفاة أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وإنتزاع حقها الشرعي في أرض فدك، وإنتزاع الخلافة من مستحقها الشرعي، وماحمل لها المستقبل من أخبار مايلقى ولديها الزكيين من شدة على لسان النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وماألمّت به الزهراء عليها السلام من العلوم والأخبار الخاصة، قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام في حديثه عنها: " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا ".
ورغم أن الزهراء عليها السلام قد علمت من رسول الله ماينتظرها من الأحزان فقد أخفت حزنها داخل بيتها أمام أبيها وزوجها وولديها، فكانت نعم الأم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولولديها الحسنين الزكيين عليهما السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " فاطمة أم أبيها "، وهي نعم الزوجة الصالحة إذ نُقِلَ عنها أنها كانت تظهر البشاشة في وجوه أهل بيتها عند إجتماعها بهم.
لقد كان بيت الزهراء عليها السلام مدرسة ومنهل ومحطة تاريخية في حياة الخالدين، وكان بيتها بيت علم ونور وهداية إبتدأ من خيار قبولها المهر المتواضع الذي قدمه علي بن أبي طالب عليه السلام لأنها إختارت القرين والكفؤ في الإيمان الذي كان عليه إبن عم أبيها الفتى الأمير سيد الرجال وزعيم الأبطال حيث " لافتى إلا علي ولاسيف إلاّ ذو الفقار " هكذا نطق بهاهو مانطق به جبرئيل الأمين وعلي يحارب في مقدمة الصفوف بعد أن شهد له الإله والرسول والملائكة أنه الفتى المقصود.. هذه هي الزهراء (( الأُسْوَةُ الحسنة )) التي رضيت بعلي زوجاً لها، وأختارت ونعم ماأختارت.
لقد أبدت فاطمة الزهراء عليها السلام قبل وفاتها رغبتها في أن تدفن سراً رغم أنها إبنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولها عشيرة كبيرة كعشيرة بني هاشم، وزوج زعيم قائد همام كعلي بن أبي طالب عليه السلام، وكان لفاطمة نسوة حبيبات ورفيقات لم يحضر منهن أحد في تشييعها وهي رسالة أرادت منها فاطمة الزهراء عليها السلام أن تكون مصدر وعي للمسلمين على مدى الأجيال، وليتسائل العالم لِمَ أرادت الزهراء أن تدفن سراً؟
التعديل الأخير تم بواسطة وفاء النجفي ; 29-03-2010 الساعة 01:45 PM.