Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية تقوى القلوب
تقوى القلوب
عضو برونزي
رقم العضوية : 34902
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,166
بمعدل : 0.20 يوميا

تقوى القلوب غير متصل

 عرض البوم صور تقوى القلوب

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي الظلم
قديم بتاريخ : 08-04-2010 الساعة : 09:12 AM


ذم الظلم بالمعنى الأخص
اعلم أن الظلم قد يراد به ما هو ضد العدالة، وهو التعدى عن الوسط في أي شيء كان، وهو جامع للرذائل باسرها ـ كما أشير إليه ـ وهذا هو الظلم بالمعنى الأعم، وقد يطلق عليه الجور أيضاً، وقد يراد به ما يرادف الاضرار والإيذاء بالغير، وهو يتناول قتله وضربه وشتمه وقذفه وغيبته وأخذ ماله قهراً ونهباً وغصباً وسرقة وغير ذلك من الأقوال والأفعال المؤذية. وهذا هو الظلم بالمعنى الأخص، وهو المراد إذا اطلق في الآيات والأخبار وفي عرف الناس. وباعثه إن كانت العداوة والحسد، يكون من رذائل قوة الغضب، وإن كان الحرص والطمع في المال، يكون من رذائل قوة الشهوة. وهو أعظم المعاصي وأشدها عذاباً باتفاق جميع الطوائف، ويدل على ذمه ـ بعد ما ورد في ذم كل واحد من الأمور المندرجة تحته كما يأتي بعضها ـ ما تكرر في القرآن من اللعن على الظالمين، وكفاه ذماً أنه تعالى قال في مقام ذم الشرك:
" إن الشرك لظلم عظيم "[1]. وقال: " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم "[2]. وقال " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون "[3]. وقال: " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون "[4].
وقال رسول الله (ص): " إن أهون الخلق على الله، من ولي أمر المسلمين فلم يعدل لهم ". وقال (ص): " جور ساعة في حكم، أشد واعظم عند الله من معاصي تسعين سنة ". وقال (ص): " اتقوا الظلم، فانه ظلمات يوم القيامة " وقال (ص): " من خاف القصاص، كف عن ظلم الناس " وروى: " أنه تعالى أوحى إلى داود: قل للظالمين لا تذكروني، فان حقاً علي أن اذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن العنهم ". وقال علي ابن الحسين ـ عليهما السلام ـ لابنه أبي جعفر (ع) حين حضرته الوفاة: " يا بني، إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله ". وقال أبو جعفر (ع): " ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله تعالى بها في نفسه أو ماله ". وقال رجل له (ع): " إني كنت من الولاة، فهل لي من توبة؟ فقال: لا! حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه ". وقال (ع): " الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله تعالى، وظلم لا يغفره الله تعالى، وظلم لا يدعه الله. فاما الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره الله عز وجل فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عز وجل، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد " وقال الصادق (ع) في قوله تعالى:
" إن ربك لبالمرصاد "[5].
" قنطرة على الصراط، لا يجوزا عبد بمظلمة ". وقال (ع) " ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلا الله تعالى " وقال: " من أكل مال أخيه ظلماً، ولم يرده إليه، أكل جذوة من النار يوم القيامة ". وقال (ع): " إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة جبار من الجبارين: أن ائت هذا الجبار، فقل له: إني لم استعملك على سفك الدماء واتخاذ الأموال، وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين، فاني لن أدع ظلامتهم وإن كانوا كفاراً " وقال (ع): " أما إن المظلوم يأخذ من دين الظالم اكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم... ثم قال: " من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به، أما إنه يحصد ابن آدم ما يزرع. وليس يحصد أحد من المر حلواً، ولا من الحلو مراً ". وقال (ع): " من ظلم، سلط الله عليه من يظلمه، أو على عقبه أو على عقب عقبه " قال الراوي: " قلت هو يظلم، فيسلط الله على عقبه أو على عقب عقبه؟! قال: فان الله تعالى يقول:
" وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً "[6].
والظاهر أن مؤاخذة الأولاد بظلم آبائهم انما هو في الأولاد الذين كانوا راضين بفعل آبائهم، أو وصل إليهم اثر ظلمهم، أي انتقل إليهم منهم بعض أموال المظلومين. وقال بعض العلماء: الوجه في ذلك: أن الدنيا دار مكافأة وانتقام، وان كان بعض ذلك مما يؤخر إلى الآخرة، وفائدة ذلك اما بالنسبة إلى الظالم فانه يردعه عن الظلم إذا سمع، وأما بالنسبة إلى المظلوم فانه يستبشر بنيل الانتقام في الدنيا مع نيله ثواب الظلم الواقع عليه في الآخرة، فانه ما ظفر أحد بخير مما ظفر به المظلوم، لأنه يأخذ من دين الظالم اكثر مما أخذ الظالم من ماله، كما تقدم. وهذا مما يصحح الانتقام من عقب الظلم أو عقب عقبه، فانه وإن كان في صورة الظلم، لأنه انتقام من غير اهله، مع أنه لا تزر وازرة وزر اخرى، إلا أنه نعمة من الله عليه في المعنى من جهة ثوابه في الدارين، فان ثواب المظلوم في الآخرة اكثر مما جرى عليه من الظلم في الدنيا.
ثم إن معين الظالم، والراضي بفعله، والساعي له في قضاء حوائجه وحصول مقاصده، كالظالم بعينه في الاثم والعقوبة. قال الصادق (ع): " العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم ". وقال (ع): " من عذر ظالماً بظلمه، سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته ". وقال رسول الله (ص): " شر الناس المثلث؟ "، قيل: وما المثلث قال: " الذي يسعى باخيه إلى السلطان، فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك السلطان ". وقال (ص): " من مشى مع ظالم فقد أجرم ". وقال (ص): " إذا كان يوم القيامة، نادى مناد: أين الظلمة وأعوان الظلمة ومن لاق لهم دواة أو ربط لهم كيسا أو مدهم بمدة قلم؟ فاحشروهم معهم ".


مقتبس من كتاب جامع السعادات

للعلامة النراقي


توقيع : تقوى القلوب
من مواضيع : تقوى القلوب 0 لماذا قال الله سبحانه قرية ولم يقلّ مدينة ((قالت ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها )
0 ما الدليل على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ؟
0 من مواضع الغلو :خلفائهم الثلاثة سبب واصل بين الارض والسماء ثم لم يصل اميرنا علي ؟
0 موقف رؤوس الكفر من عمر
0 ابكي على من شئت فهو جائز الا على الامام الحسين فانه بدعة ومستوجب القتل
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:25 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية