في تقية المؤمن الذي كان يخفي إيمانه وقتله المقداد : وهو ما رواه الطبراني ، بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود ، فلما أتوا القوم وجدوهم قد
تفرقوا ، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فأهوى إليه المقداد فقتله ، فقال له رجل من أصحابه : قتلت رجلا قال : لا إله إلا الله ، والله ليذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم . فلما قدموا على النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ، قالوا : يا رسول الله ! إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد ؟ فقال : ادعوا لي المقداد ، فقال : يا مقداد قتلت رجلا قال : لا إله إلا الله ، فكيف لك ب ( لا إله إلا الله ) ؟ قال : فأنزل الله : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم
في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا * فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله
عليكم ) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كان رجلا مؤمنا يخفي إيمانه مع قوم من الكفار فقتلته ، وكذلك كنت أنت تخفي إيمانك بمكة . المعجم الكبير / الطبراني 12 : 24 - 25 / 12379 .
وقصة نزول هذه الآية أوردها البخاري مختصرة في صحيحه بسنده عن عطاء ، عن ابن عباس أيضا ، ولم يذكر فيها المقداد بل جعل القاتل هو جماعة المسلمين . صحيح البخاري 6 : 59 ، كتاب التفسير ، باب سورة النساء .