أنقل لكم خبرين من واقعنا العراقي وهما يثيران السخرية المريرة التي تثير الضحك والأسى في آن واحد وهما :
الخبر الأول :تناقلت الأخبار إن الرئيس مام جلال سوف يقيم مأدبة غذاء فاخرة للكتل السياسية لتقريب وجهات النظر بين الكتل.
ويبدو أنه بعد حوار الطرشان الذي كان بين سياسيينا العراقيين الأبطال والذي لم يصل إلى أي نتيجة يبدو سوف يكون هناك سباق محموم لأقامة ولائم الثريد والهبيط ومالذ وطاب من الطعام والتي من المؤمل إن تفعل فعلها في تقريب وجهات النظر في حوار الطرشان بين الكتل المتنافسة والفوز بكرسي رئيس الوزراء وكراسي الحكم الأخرى.
ومن هذا المنطلق بدأت كتلنا السياسية البطلة بالتنافس والتشمير عن ذراعيها لعملية أقامة الولائم الباذخة من قوزي واسماك وغيرها والتي كلما كانت الصرف اكثر ساعدت على تقريب وجهات النظر بين سياسيينا المحترمين.
ولتبقى شريحة واسعة من شعبنا المسحوقين الفقراء تتلظى ويأكلها الجوع والعدم والتي كثير من عوائلنا التي انتخبت هؤلاء الساسيين تتحسر على لقمة العيش وليترفه قادتنا بأقامة الولائم وليعيش القوزي والهبيط والثريد وليذهب الوطن والشعب إلى الجحيم.
الخبر الثاني : طالعتنا صحيفة البينة الجديدة وفي عددها (1057) بتاريخ (18/5/2010)بموافقة مجلس الوزراء على تخصيص قطع أرضي لأعضاء مجلس النواب السابق وبواقع (600)متر لكل عضو في أحدى مناطق بغداد المتميزة وعلى ضوء القرار المرفوع من مجلس النواب السابق والذي وافق عليه المجلس وكالعادة بالأجماع ومن خلال قراءتنا للخبر فإن هذا القرار لا يأتي في محلة وهو يكشف الهوة السحيقة بين مترفي العراق المسئولين أصحاب الامتيازات والرواتب العالية وبين مسحوقي الشعب وبالذات الفقراء الذين يعيشون في حي التنك ومدينة الصدر والمعامل والمتجاوزين الذين ليس لديهم إلا السماء وألارض لكي يلتحفوا ويعيشوا بها وبدل من تخصيص قطع الأراضي والمجمعات السكنية للذين همخ فعلاً مستحقيها حيث ذكرت إحصائية صادرة عن وزارة التخطيط إن العراق يحتاج إلى ثلاثة ملايين وحدة سكنية لحل أزمة السكن وبشكل أولي وبدل عن تعمل الدولة على إزالة هذه الهوة سارعت بإتخام المتخمين وزيادة امتيازاتهم الذين اتخموا بالمناصب والامتيازات والتي لا تعد ولا تحصى.
ويذكر ‘ن مجلس محافظة كربلاء قد وافق أيضاً أمس الأول على تخصيص قطع أراضي لأعضاء المجلس في أسوة بأعضائه السابقين ولم يعلن عن الخبر خشية ردة فعل المواطنين.
وشوباش للوطن بقادتنا السياسيين الأبطال فهو زمن غياب القيم والثوابت التي لا يلتزم أحد بها بل الكرسي والمال هو الأهم أما الوطن وقيم نبينا الأكرم والأمام علي وأئمتنا المعصومين(ع) فهي تدخل فقط في كتب الأنشاء ولأن هذا هو زمن الانتهازيين والعراق كعكة الكل منشغل بأخذ حصة منها.
وما أصعب الوطن عندما تضيع منه القيم والثوابت العليا.