ممثل السيد السيستاني: الدولة تعيش حالة انهيار سريع بسبب الفساد
بتاريخ : 19-08-2010 الساعة : 02:09 AM
انتقد ممثل المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء، أداء الدولة محذرا من انهيارها بسبب الفساد الإداري والمالي “الذي ينخر جسدها”، داعيا الى أن تفرض الدولة هيبتها وتضرب بيد من حديد الفاسدين، وطالب بالتعجيل في تشكيل الحكومة لوضع حد لمعاناة المواطنين.
وقال السيد احمد الصافي، في خطبة صلاة الجمعة الماضية بالصحن الحسيني بكربلاء، ان “لكل دولة مقومات لوجودها وأيضا هناك عوامل لتهديم الدولة، ونحن نعيش حالة من حالات التهديم السريع في الدولة بسبب الفساد”.
واضاف “نسأل الساسة وأصحاب مواقع المسؤولية عن استحصال وأخذ أموال من المواطنين بلا عمل، وخاصة ما يتعلق بانجاز المعاملات فهي تؤخذ بطريقة مرعبة من خزينة الدولة، بسبب الفساد المالي”.
وأشار الى ان “هناك وفودا عراقية تذهب إلى الخارج للتعاقد مع شركات أجنبية في انجاز المشاريع، وهذه الوفود تتعامل مع تلك الشركات عبر البحث عن استحصال نسبة لتمكينها من الفوز بالعقد، حتى باتت تلك الشركات تشمئز من الوفد العراقية لأن مطلبها النسبة وليس النوعية”.
وزاد “هناك هدايا وأموال تذهب إلى البيوت لانجاز معاملات وبات الموظف الصغير يأخذ للمسؤول الأعلى مطلبه من المال، وهذه بحاجة إلى ثقافة جديدة”.
ولفت الصافي الى خطورة ذلك على استمرار الدولة، مبينا أن “الحل موجود حين تفرض الدولة هيبتها وتضرب بيد من حديد الفاسدين”.
وتطرق الصافي إلى مشكلة الكهرباء، قائلا “لا يوجد جديد في طرح هذه المعاناة، والحرارة وصلت إلى درجات معروفة، والسبب في عدم وجود حل يكمن في كثرة الوعود الزائفة، والمسؤول أصبح خجلا لأنه لا يعرف ماذا يقول”.
وتابع “البعض يضع حلولا غريبة وكأنه ليس في العراق… نعم مشكلة الكهرباء لا يمكن ان تحل بين ليلة وضحاها ولكن الزمن صار سبع سنوات ويفترض ان هذا الزمن كفيل بتقليل المعاناة”، مستطردا “حديثنا لم يعد يؤثر، لقد أسمعت لو ناديت حيا”.
وطالب ممثل المرجعية “الكتل السياسية وكبار السياسيين ان يعجلوا في تشكيل حكومة وطنية يشترك فيها الجميع، ليبدأوا مشوارا طويلا من البناء وتقديم الخدمات”، مضيفا “لا يمكن أن يبقى الوضع بلا حل، والحل موجود وهو أن يمد بعضهم يده إلى الآخر”، مردفا “شهر رمضان فيه موائد عامرة ومباركة وهي فرصة جيدة لتجمع الجميع ويعجلوا في تشكيل الحكومة”.