علاقتنا مع سوريا.. من المحكمة الدولية الى إرسال الوفود
بتاريخ : 15-09-2010 الساعة : 04:11 PM
تحسين علاقات العراق مع المحيط العربي والأقليمي خطوة جيدة ومطلوبة، يحتاجها العراق في عملية البناء الجديدة التي ينتظرها الشعب العراقي، لكن المطلوب أن تأتي ضمن سياق سياسي واضح، وحسب رؤية ثابتة للسياسة الخارجية.
علاقة العراق مع سوريا ليست واضحة، فقد تأرجحت بين الدولة الحليفة وبين الدولة العدوة، ففي آخر زيارة قام بها السيد نوري المالكي الى دمشق العام الماضي، اجرى مفاوضات مع الرئيس السوري، ووقع اتفاقات استراتيجية، ثم عاد الى بغداد حيث حدثت التفجيرات الدامية التي استهدفت مجمع الصالحية ووزارة الخارجية ووزارة المالية، وتأزمت العلاقة بشكل خطير، وكانت سوريا هي الدولة المتهمة بدعم العمليات الإرهابية وما تعرض له الشعب العراقي من قتل جماعي.
الحكومة العراقية، أعلنت وعلى لسان مسؤوليها التوصل الى وثائق دامغة تدين الحكومة السورية بأنها وراء عمليات التفجير، وانها تقدم دعمها المباشر للعناصر الإرهابية، كما عرضت الأجهزة الامنية مقابلات تلفزيونية عن المتورطين وهم يدلون بإعترافاتهم ويتحدثون عن الدور السوري في دعم الإرهاب.
وكموقف وطني بادرت الحكومة العراقية الى تقديم الشكاوى الى الأمم المتحدة تطالب بالتدخل وتشكيل محكمة دولية تدين الحكومة السورية، وبذلك تفجرت أزمة كبيرة في العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسوريا.
قبل أيام تغير الحال تماماً فقد أجرى رئيس الوزراء السوري محمد العطري مكالمة هاتفية مع السيد المالكي، تلاها وفد بعثه المالكي الى سوريا للقاء الأسد، وكان الحديث عن علاقات متطورة وتقارب بين بغداد ودمشق، فأين هو الخطأ وأين هو الصحيح؟
هل أن سوريا دولة تدعم الإرهاب الذي ينشر الموت في العراق، بحسب الوثائق والاعترافات التي عرضتها الحكومة العراقية، فكيف تتراجع الحكومة وتفرط بالدم العراقي وتمد يدها للمجرمين؟.
هل أن سوريا بريئة من دعم الإرهاب وهي دولة شقيقة لا بد من اقامة افضل العلاقات معها، فما هو تفسير الوثائق والاعترافات هل كانت كذبة؟.
العلاقات الدبلوماسية لا تتحول بهذا الشكل الإنفعالي، إنها تخضع لضوابط دقيقة، وتتحدد على اساس رؤية ثابتة، وإلا لتحولت السياسة الخارجية الى مصدر للإرباك والقلق.