جهة نظرنا
العملية السياسية يأكلها أهلها
وصلت العملية السياسية التي أريد لها أن ترسم مستقبل العراق السياسي وطبيعة النظام الديمقراطي المأمول الى وصفة دواء يشربها السياسيون أنفسهم، فهم وعلى مدى (8) أشهر من الانتخابات البرلمانية والحراك السياسي لم يجد الشعب غير نفس الوجوه التي حكمت العراق منذ السقوط والى الآن، وهذا مؤشر على عقم هذه العملية وأنها لم تنجب شخصيات سياسية وقيادية فشكل عنصر استفزاز وتحدي للسياسيين الحاليين الذين أطمأنت نفوسهم الى حياكة العملية بما يؤمن له الاستمرار والبقاء فيها سواء فازوا بالانتخابات أم لم يفوزوا بل لا تشكل الانتخابات لهم دافعا سياسياً قوياً لطموحهم ومستقبلهم حيث النتيجة هي النتيجة بالفوز وعدمه.
ومن هنا فأن أقصى حركة السياسيين هو إثارة أكثر من زوبعة هنا وهناك تارة بعنوان الشراكة الوطنية ولم يحدد لها إطار معروف ثم استهلك مع مرور الزمن حيث لم تأتِ بهمها فطرأ رأساً وبدون مقدمات مصطلح تقاسم السلطة، ولم نعرف هل هو إبداع عراقي أو هو إملاء خارجي قد يأتي من هنا أو هناك.
وأنا لست متشائماً بقدر ما أكون متأسفاً على العملية السياسية التي راح العراقيون يأملون أنفسهم في صيرورتها الحل الأمثل لمشكلات بلدهم، وها هي تأكل نفسها حينما لم يحسم المشتغلون فيها أمر بدايتهم في تشكيل الحكومة بقدر ما جاء التزاماً بتصريح الرئيس الأمريكي أوباما عندما أطلق تصريحه في الهند بأن الساسة العراقيين قد أخذوا وقتاً أطول في تشكيل الحكومة، وإن ذلك لا يمكن قبوله عند الشريك الرئيس ورائد إحلال الديمقراطية في العراق، الأمريكان وإن عليكم يا ساسة حسم المسألة بأية صورة، واردفها توجه بايدن ثانية الى الشمال والتقائه بالقادة الأكراد وعرضه لهم بالتخلي عن منصب رئاسة الجمهورية الذي التصق بهم منذ فترة وكأن العراق قد حسم أمر سياسته وأنها محاصصة سياسية على الطراز اللبناني كما نبهنا عليه قبل أكثر من خمسة سنوات على ما يراد للعراق أن يكون لبناناً أخرى، وها هي العملية تراوح مكانها وبقاء نفس شخصية الرئيس في منصبه- مع ان قائمته لا تملك الاستحقاق الانتخابي لهذا المنصب- وصار دولاً على نفس الشخص، إذ قد صرح في مرة بأن الحقوق الكردية مقدسة، وكان الأحرى به أن يقول الحقوق العراقية مقدسة.