نائب ينفي تورط مكتب المالكي بقتل علماء عراقيين ويؤكد اختراق الموساد لجهات في الدول
بتاريخ : 20-12-2010 الساعة : 03:39 PM
نائب ينفي تورط مكتب المالكي بقتل علماء عراقيين ويؤكد اختراق الموساد لجهات في الدولة العراقية
الكاتب: ZJ
المحرر: NQ
السومرية نيوز / بغداد
نفى النائب عن التحالف الوطني والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الأسدي، السبت، ما أشارت إليه وثائق ويكليكس بخصوص تورط مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، مع الموساد الإسرائيلي، في عملية قتل العلماء العراقيين، مؤكدا في الوقت ذاته امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد لجهات في بالدولة وقيامها باغتيال العلماء.
وقال الأسدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يتعارض كليا مع الموساد الإسرائيلي"، معربا عن استغرابه من "إشارة البعض إلى وجود تنسيق بين الطرفين في قضية قتل العلماء العراقيين".
ونشر موقع ويكيليكس تقريرا أميركيا أعدته وزارة الخارجية، ورفعته الي الرئيس جورج بوش شرحت فيه أن "الموساد" تمكن بايعاز من واشنطن وبمساعدة القوات الاميركية، والميليشيات والحكومة في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة، وان الموساد الاسرائيلي قتل350 عالماً نووياً عراقياً، وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام2003، بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها ، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم.
وأضاف عضو دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي "ربما يكون شخص في مكتب رئيس الوزراء يتعاون مع الموساد الإسرائيلي، وهذا أمر طبيعي بالعمل الأمني والخروق الأمنية لان الاستخبارات العالمية تركز على المواقع المهمة في عملية الاختراق، من خلال دفع الأموال لضعاف النفوس، ليتم تسخير سياسيين وعسكريين، وهو نوع من شراء الذمم، الذي يحدث أحيانا في خسائر المعارك وتفكيك الدول".
وتابع الأسدي وهو كان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية العراقية قبل دخوله في الانتخابات الماضية "لا احد يستطيع النفي 100%، أو تزكية مكتب رئيس الوزراء، الذي يحتوي على دوائر تضم أكثر من 500 موظف، من مستشارين لكل المكونات العراقية، إضافة إلى القادة الأمنيين المرتبطين بالمكتب بشكل مباشر، ولا يمكن لكل هؤلاء أن يكونوا ملائكة" وفقا لتعبيره.
وأكد الأسدي "امتلاك العراق معلومات تبين اختراق الموساد الإسرائيلي لبعض الجهات الموجودة بالدولة العراقية وتسخير إمكانياته لذلك من خلال اعترافات بعض المعتقلين لدينا"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يمكن أن يقال عن مكاتب عراقية أخرى، لكن مكتب رئيس الوزراء أمر أشبه بالمستحيل" وفقا لرأيه.
وأشار الأسدي إلى "وجود علامات واعترافات تؤكد تورط الموساد الإسرائيلي في اغتيال العلماء العراقيين والأساتذة، كما تؤكد ضلوعهم بأحداث الفتنة والبلبلة في الشارع العراقي".
وأوضح الأسدي أن "موضوع الجاسوسية معقد ولا يمكن كشفه بسهولة في أي منظومة عالمية"، مستدركا القول أن "كشف العميل الذي يعمل لجهة معينة من خلال عمله وتدقيق سيرته الذاتية ورحلاته هو الآخر أمر معقد".
وأشارت وثيقة ويكيليكس أن البعض من العلماء العراقيين أُجبر علي العمل في مراكز أبحاث أميركية وأخري إيرانية ، إلا أن الأغلبية منهم رفضوا التعاون مع العلماء الأميركيين او الايرانيين في بعض التجارب، وهرب جزء كبير منهم إلي بلدان أخرى. اما العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية فقد خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات التي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب من قبل الحكومة العراقية بإدارة وتوجيه من المالكي نفسه، إلا أن إسرائيل كانت وما زالت تري أن بقاء هؤلاء العلماء أحياء يمثل خطراً علي أمنها المزعوم في حال استقرار العراق وفسح المجال أمام تلك الخبرات، بحسب ويكيليكس.
وكشف التقرير أن البنتاغون كان قد أبدي اقتناعه بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية، وأنه ولهذا الغرض تقرر قيام وحدات من الكوماندوس الإسرائيلية وتعاون ميليشيات إيرانية بهذه المهمة وأن هناك فريقاً أمنياً عراقيا كُلف بمساندة الكومندوز والميليشيات لإتمام تلك المهام.
ووفقاً للتقرير فإن شخصيات حكومية تختص بتقديم السيرة الذاتية الكاملة للعلماء العراقيين المطلوب تصفيتهم وطرق الوصول إليهم وتستهدف هذه العمليات وفقاً للتقرير أكثر من ألف عالم عراقي مطلوب تصفيتهم.
وتصاعدت وتيرة هجرة الكفاءات العراقية بعد دخول القوات الأمريكية العراق عام 2003، بسبب استمرار مسلسل الاغتيالات والاختطاف، إذ جاء في تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2008 أن أكثر من 2200 طبيب وممرض عراقي قتلوا، و250 اختطفوا منذ العام 2003، وأكثر من 20 ألفا من الكوادر الطبية من مجموع 34 ألفا، اضطروا إلى مغادرة العراق بعد الغزو الأميركي، واختفى عشرات الآلاف، كما اغتيل عدد كبير من العلماء والأكاديميين، فضلا عن اغتيال علماء الذرة العراقيين.