الكلمة الخبيثة مثل شجرة خبيثة، ولم يكن البعث مجرد كلمة خبيثة ، بل هواختزال لكل كلمات الخبث في كافة قواميس الأمم والشعوب، والأصح هو أن البعث قاموس فواحش، حوى كل مفردات السباب والشتم والنميمة والغيبة والخيانة والفجور والعصيان والمنكر والغدر والبغي.
وكل كلمة يندى لها جبين شريف مدونة في قاموس البعث، لذا ترفع عنه الشرفاء واقتناه السفلة.
وكل حرف عبد الله عليه منافق أوضعيف الإيمان مخطوط وبالأحمر في قاموس البعث، لذا كفر به المؤمنون من كل الأديان والطوائف، وقدسه المنافقون.
كان قاموس البعث الكتاب المقدس لدى المخبرين الوشاة، وإن تاهت عن لسان لعان فحاش المفردات بحث عنها في موسوعة البعث تحت باب خطب وكلمات الصنم.
كل كتاب البعث ريب، بل هو المثل الأعلى في الارتياب، ولأن كل ما فيه ظن فهو عديم الفائدة، بل هو منهاج للضلال.
فرق البعث بين العربي والكردي، وبين السني والشيعي، وبين الحضري والريفي، وبين الجنوب والشمال، وبين الوسط والشرق، بين النجف الأشرف وسامراء،وحتى بين تكريت وعانة، وبين الموصل والرمادي، وبين قبيلة وآخرى، وحي وآخر، حتى الزوج والزوجة فرق بينهما، وبث الشقاق بين الأب وابنه، وبين الأخ وأخيه، وكل ما يستعمل للتفريق بين الأهل والأقارب والجيران هو سحر خبيث، أو من جنسه، لذا كان البعثيون اشبه بالسحرة المشعوذين، وكان كتاب البعث مثل كتب السحر المحرمة، بل أشد ضرراً منها.
ولأن البعث كان موسوعة الخبث نستنتج بأنه ليس مجرد شجرة خبيثة واحدة، بل هو غابة من الشجر الخبيث، والغابة الوحيدة التي لا يحزن البشر لفناءها، بل تتعطر البيئة باحتراقها، فقد كان حزب الغابة أو الغابة الحزبية سبباً في تلوث بيئة العراق، الطبيعية والمعنوية، الاجتماعية والنفسية، الدينية والعلمية، السياسية والاقتصادية، حتى أشرف العراق على الهلاك والفناء، ولو لم يكن شراً كاملاً ومستطيراً لما صبر العراقيون على مرارة وهوان الإحتلال ساعة واحدة.
الشجرة الطيبة معطاء، ويقال أنها النخلة، وهل ينكر أحد فضل النخل على العراق؟ والنخل هبة الله للعراق، أما الشجرة البعثية الخبيثة فهي نقمة السفلة على العراق، وهي تأخذ ولا تعطي، وكان من المحتم أن يحدث الصراع، بين الطيب والخبيث، والإيجابي والسالب، وعندما حكم البعثيون العراق مات النخل، لا بالعشرات أو المئات بل بالملايين، لأن شجر البعث الخبيث لوث التربة، وأهدر المياه، واستنفذ الهواء الطلق، ، لذا مات النخل إهمالاً وجوعاً وعطشاً، ولقد تعمد البعثيون قتل النخل عمداً وقصداً وترصداً، ولأن الشجرة الخبيثة نقيض الشجرة الطيبة اقتلع البعثيون النخل وقطعوا رؤوسه، وتركوه شاهداً على خبثهم وكفرهم بنعمة الله.
كل أشجار البعث الخبيثة مجتثة من قرار، فلم يكن لها جذور في أرض العراق، لا في ديانات شعبه، ولا ثقافته، ولا تراثه، ولا حتى فلكلوره الشعبي المتوارث، والقول بعكس ذلك انتقاص من العراق وشعبه، بل هو شهادة على أن العراق لا قرار، فهو بالنتيجة كيان وهمي لا حقيقي.
كل البعثيين خبثاء، القادة منهم والأتباع، الملتزمون فيهم والمنافقون على حد سواء، وبدرجة أو أخرى، لأن حرفاً واحداً خطه أحدهم نصرة للخبث البعثي مشاركة في جرائمه، وهم بالتالي كلهم مستحقون للاجتثاث، مثل كل الشجر الخبيث، بحرمانهم من حقوقهم السياسية مدى الحياة ومعاقبة المجرمين منهم أشد العقاب، وما استثناء الأتباع المنافقين من الاجتثاث تبرءة لهم، ولا هي بمثابة صك غفران، لأن الغفران ليس من حق أي حكومة، فهو من حق الله في التجاوز عن سيئات المخالفين لأوامره ونواهيه، ومن حق المظلومين الذين لهم الخيرة في الاقتصاص أو العفو عن ظالميهم، وكان الأجدر بصغار البعثيين الانتفاع من هذه الفرصة النادرة، لتنقية أنفسهم من أدران الخبث التي علقت بها، والتكفير عن الظلم الفادح الذي اقترفوه بحق العراق والعراقيين، لكنهم بدلاً من ذلك ازدادوا خبثاً وسعوا لتدمير القليل المتبقي من أطلال العراق، والذي لم تطاله معاول خبثهم والاحتلال.
إن إعادة انتخاب بعض البعثيين عودة للخبث، والذين صوتوا لهم من جنسهم، ورفع الاجتثاث عنهم حافز لهم ولأمثالهم، وتثبيط واحباط للعراقيين الطيبين، الذين صدقوا وعود الساسة، وشاركوا بأصواتهم في العملية السياسية، وسكتوا على اهراق دمائهم بسببها، وصبروا على الحرمان والعوز، ولم يعارضوا خوفاً من أن يتسببوا بإضعاف النظام السياسي، وبالتالي ازدياد احتمال عودة الخبث البعثي أو خبث مشابه، لذا أقول بأن رفع الاجتثاث عن البعثيين اخلاف من السياسيين للوعود التي قطعوها على أنفسهم لناخبيهم، و خذلان فادح لمشيئة ومصالح الغالبية العظمى من العراقيين، وانتصار للخبث.
فليحذر النخل وأهله.
13 كانون الثاني 2011م
التعديل الأخير تم بواسطة al-baghdady ; 15-01-2011 الساعة 01:41 AM.