[أبن سينا]

مساء الخير ... تحية طيبة للجميع ...


من دواعي سروري أني تعرفت و تشرفت بمعرفة الكثير من أبناء الخليج العربي و الشام و عرب أفريقيا و كذلك من غير العرب كأيرانيين و أتراك و هنود و باكستانيين و غيرهم و قد أتاح لي المجتمع الالكتروني هذه المعرفة أحياناً و أحياناً أخرى من خلال الواقع و التماس المباشر مع مواطني هذه الدول , عرفت الكثير من الاختلافات الطبيعية التي يتمتع بها أفراد شعب دون أخر و كذلك المواقف المسبقة التي يمتلكها البعض ضد مواطني دول أخرى .. فعلى سبيل المثال , حينما تعرفت على أحد الاصدقاء الكويتين أستغربت موقفه العدائي من الشعب العراقي ككل ( في البداية ) ولكن بعد فترة من مرحلة متقدمة من التعارف و التحدث في مواضيع مختلفة أهمها كانت سياسية صارحني صديقي الكويتي بأنني كنت نقطة أنعطاف في موقفه المسبق / السابق ( المتشنج ) ضد الشعب العراقي , حينها سألته عن سبب ذلك , فأجابني بأختصار : " الي صار لنا مو قليل " ... أشعرني بالخجل و لم أعلق شيئاً على حديثه لأنني كنت أتفهم كثيراً موقفه السلبي من العراق .

خرجت من علاقتي السابقة ( بالاخص ) برؤية واضحة لمدى الخراب الذي تخلفه السياسات المختلفة و المتهورة لبعض الانظمة السياسية لدول مختلفة , فمثلاً نشاهد مدى الخلاف الواضح و الكراهية بين شعوب المغرب العربي و مصر و كذلك شعوب الخليج و العراق , و هذا بالتأكيد نسبي لا يعمم بشكل ثابت على الجميع , و الجملة الاخيرة تختزل شيء ذو أهمية كبيرة فصيرورة وجود علاقة حميمة بيني و بين مواطني الدول الاخرى تحتاج مني الى تمرد و استقلالية على العقلية السياسية للانظمة العربية المتهالكة التي تعكس خلافاتها الشخصية بين شعوبها فعلى سبيل المثال نشاهد الخلافات الشخصية بين عبد الله أبن عبد العزيز و بشار الاسد عكست الكثير من مشاهد الكراهية بين مواطني تلك الدولتين ممن منحوا للانظمة السياسية فرصة سانحة لبناء عقلية جديدة مسخة تحاول أحلال فهمها لوقائع الامور بدل أن تعطي الحرية الكاملة للعقلية كي تختار فهمها بعد توفير مساحة عادلة للاطلاع .

هذه الخلافات لم يتمكن أحد منا من حصرها على عكس الدول الغربية التي أجتازت مشوار طويل في أختزال الخلافات بين شعوبها بسبب الحروب التأريخية السابقة ... فمثلاً نشاهد خلافاتنا حاضرة في أتفه و أسخف الامور و ما واقعة الحرب الاهلية الكروية الجزائرية - المصرية ببعيدة فنحن رأينا كيف وصل الاحتقان بين الدولتين لحدود رهيبة و مخيفة أدت الى تبادل الاتهامات السياسية و هتك جميع الخطوط الحمراء بين الشعبين متجاوزين بذلك ( القومية العربية ) التي يعبدها البعض و مازال يحلم بدول حلم عربي من الخليج الى المحيط , ولم تكن مهزلة التحكيم القطري أخر المطاف الذي أبى أن يكون عادلاً أمام المنتخب العراقي !!! , و الاسباب مجهولة لحد الان , شخصياً أتوقع أن ( عبدو ) قد وقعت عيناه على أحدى مشجعات المنتخب أستراليا الجميلات و بحِكم طبيعته ( المزواجة ) حاب كسب ود الاستراليين له !! ... و بحِكم الصدفة كان المنتخب العراقي الضحية ... أتمنى أن كان هذا السبب , ولكن شاهدنا كيف تسربت ( عدالة !!!! ) هذا الرجل الى ( أيمن جادة ) مقدم برنامج لتحليل المباراة في قناة الجزيرة الرياضية و كذلك بعض شخصيات برنامج ( المجلس ) ليكون حدسنا في غير محله فعلاقة ( عبدو ) العنيفة جداً مع العراقيين لم يكن وحده ممن يملك حقوق حفظها و أنما مواطنين من مختلفي الجنسيات العربية ... هل أنحصر الموضوع بين العراق و قطر فقط , لا !! .. و أنما البعض من المطلعين على أخبار بطولة أمم اسيا بالتأكيد قد شاهد مباراة سوريا و اليابان و سمع بتصريحات الحكم الايراني ( محسن تركي ) على الاخطاء المرتكبة من قبله ضد المنتخب السوري , فتركي أفضل من عبدو لأن كان صريح و جاء من الاخر ... : ( أنا أكره المنتخب السوري ) !!! , لا أفقه كثيراً بكيفية تسرب الكره و الحقد الى قلب هذا الرجل تجاه الشعب السوري و لكني أؤكد لكم أنها أحد ( اللعنات السنفورية !!! ) التي جربناها مع هذا الرجل في مباراة سابقة جمعتنا بالمنتخب الصيني في تصفيات كأس العالم الاخيرة .

الى هذا الحد لم يعد نطيق هذه الاحقاد التي تعصف بشعوب المنطقة العربية و الاسلامية فلا بد لنا من موؤسات وحركات تضغط بأتجاه تصحيح العلاقات بين مواطني هذه الدول ولا بد لنا من تقليل الصدأ الذي خلفته و مازالت تخلفه السياسات الغبية للانظمة الحاكمة ... فمدمنا مسلمون فلابد من أن نتذكر أن هنالك حبل واحد ممدود لتمسك به و يد واحدة تجمعنا ... و كفانا تفريقاً على يد الفيفا .

دمتم جميعاً بحفظ الرحمن .

محمد العكيلي ...