بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع منقول من كاتب في منتدى مشهور – اسم صاحب المشاركة القذاعي
وهو يعبر عن مشهد من الواقع المعاصر يحكي تغرب فئة من الشيعة بسبب الاضطهاد الذي اصاب اجدادهم في الماضي
المدهش هو شدة تمسك هذه الفئة بعقيدتها رغم كل الظروف الماضية والانية وقسوتها
تماما كما حصل في الماضي
وان تشتت الشيعة نشر مذهبهم وتشبث معادينهم حصرهم في ارض لم تكن خالصة لهم
و بعض فصول المشهد ما زال يتكرر الى اليوم !!
لنبدا بسرد المقال المؤثر
-----------------------------
ليس غريباً أن يكون أسم المكان خلاف لحقيقته ولكنك وبالرغم من معرفتك السابقة بهذه الحقيقة لا تملك إلا أن تدهش وتستغرب بل وربما تصاب بالذهول لشدة ما أغواك اسم المكان. في أرض الزنوج مثلاً لا تتوقع إلا أن ترى زنوجاً إلا أن هذه ليست حقيقة ولكنك وبالرغم من معرفة ذلك تستغرب وجود غيرهم، وهذا ما حدث لي تماماً ففي رحلة بحث كنت قد بدأتها قبل مدة عن الشيعة في أفريقيا فوقعت تحت يدي الصورة التالية:
تمعنت في الصورة جيداً فقلت في نفسي لا شك بأنها مسيرة عزاء خمسينية في زقاق من أزقة المنامة ولربما كان قد التقطها أحد الأفارقة عندما زار البحرين وهكذا انتقلت لأرشيفهم هناك، إلا أن صورة أخرى تبعت هذه أوقفتني في حيرة أكبر فوجوه الأطفال في الصورة كانت شرق أوسطية بامتياز بالرغم من أن التعليق تحتها يقول بأنها التقطت في الزنجبار اسمها مشتق من الفارسية "زنج بار" بمعنى أرض الزنوج !!
بعد رؤية الصورة السابقة تأكدت من أن جالية شرق أوسطية شيعية كانت قد هاجرت للزنجبار ولم تكن تلك الصور إلا لمراسم عزاء حسينية تقيمها تلك الجالية سنوياً (ربما كان ذلك زفاف القاسم) فتوارد إلى ذهني كما قد يتوارد إلى أذهان القراء بأنهم لا بد وأن يكونوا من العمانيين إذ أن تلك البلاد كانت تحت حكم سلاطينهم حتى 1964 عندما ثار السود وحرروها. إلا أن الاستقصاء أوصلني إلى أن من تبقى من العمانيين هناك هم مسلمون يدينون بالأباضية مع بعض الشوافع وقليل من الوهابية وليس لهؤلاء مراسم كالتي يقيمها الشيعة ما تطلب مني جهد آخر لمعرفة أصل تلك الجالية الشيعية الشرق أوسطية الأصول التي تسكن الزنجبار،،، بعد بحث ومحاولات اتصال عديدة بمسلمين شيعة في الزنجبار استطعت التعرف على أحدهم ومراسلته فأخبرني بأن الشيعة هناك إما هنود اسماعيلية تحولوا للإثني عشرية بعد قدوم علماء عرب من بلدان خليجية (البحرين والإحساء بالتحديد) أو شيعة إثني عشرية عرب من أصول بحرانية يقيمون مآتمهم في مأتم يسمى "ماتم البحراني" أو "ماتمنه" (بكسر النون وبلهجة أقرب للمنامية.
أحدث صورة استطعت الحصول عليها وهي لمجموعة من البحارنة تصعد السلالم لدخول المأتم ويبدو بأن المأتم قد اغلقت أبوابه بعد الإبادة الجماعية التي مارسها السود ضد المسلمين والهنود والعرب في الجزيرة سنة 1964 عندما دخلت قوات الثوار للجزيرة قادمة من تنزانيا وقتلت ما لا يقل عن 12000 عربي ومسلم انتقاماً من تجارة العبيد التي كان يمارسها بعض العرب هناك.
الحقيقة ليست صلبة ومن السهل تشكيلها لتناسب اية كذبة
يذكر أن من أعلام الجالية البحرانية هناك أحمد بن نعمان بن محسن الكعبي البحراني الذي يقال بأنه أول عربي سافر إلى أميركا في العام 1839 ووصل إلى نيويورك في العام التالي على رأس بعثة من السلطان السيد سعيد للمفاوضة مع تجار نيويورك حول تجارة التوابل.
في الأسفل صورة أحمد بن نعمان بن محسن الكعبي البحراني كانت قد رسمت له في نيويورك لشدة اعجابهم واحتفائهم به
تحياتي واحترامي لكم من بعد هذه الفئة التي ترى نور الله وتنشره في بقاع الارض
التعديل الأخير تم بواسطة عابر سبيل سني ; 27-01-2011 الساعة 01:38 AM.