[محب عمار بن ياسر]

اللهم صل على محمد وال محمد

وبينما انت جالس تتأمل ما كسبت من ربح في ذلك اليوم
وكيف كان يوما مميزا بربحه الوفير
وخيره الكثير
وأخذت الاحلام مأخذا منك
وانت بهذه الحالة من التاملات الجميلة
والتي تزينها حب المال والدنيا
تحس بأحساس غريب
الم في الراس
ما السبب؟؟
يزداد الالم
شيء فشيء
تسارع لأخذ الدواء
ولكن ما من دواء
المنية حضرت وفجاءة
لم تحسب لها حسابا
كنت تضنها بعيده عنك بُعد المشرق والمغرب
ولكنها ساعه الحقيقة
أذ لا تراجع لها ولا راد لقضاء الله
{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف : 34]
وحشة وظلام
وخوف من المجهول
الألم من نزع الروح لا زال يؤذيك
عالم جديد
غريب
مليء بالخوف الذي لا يوصف
ملك الموت قبض الروح وأنتهى الامر
ولا نضرة للخلف
وانما النضرة الى ذلك الجسد الميت المسكين
الذي ترك الاخرة وتمسك بالدنيا
ومن الواضح انها فانية
فها هو جسد الدنيا بلا حراك
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} [القيامة : 29]
حالة محيرة
تتذبذب بين ندم وخوف
حمل الاهل الجنازة
أنشغلوا بها كثيرا
غسلوها وكفنوها
ماذا يفعلون
لا تريد ان تدفن
لابد من فرصة للعودة
قلت الكلمة التي كانت الملائكة بأنتضار سماعها منك
رب أرجعون
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون : 99]
طلب مرفوض الاجابة
لا تتعب نفسك بهذا الطلب
فلكل حادث حديث
{لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون : 100]
فكر بما ستجيب منكر ونكير
بدلا من هذا الطلب الذي لا يغني من جوع
وما اسرع وصول السيارة لنقل جثتك
ليست للمستشفى طبعا
فلا امل بأحياء الموتى
نعم الى المقبرة
الى بيت الدود
مع ملايين الناس الذين وافتهم المنية مثلك
أنزلوك من السيارة الى أرض المقبرة
بكاء الاهل على فقدك
وبكائك على ماسيجري لك
مسألتان متناقضتان
يضعوك على بعد ثلاث خطوات من القبر
ويتركوك قليلا
لكي لا تتفاجأ به
نسيت كل شيء في تلك اللحظة
فضول كبير لمعرفة ما هو القبر
وتقترب أكثر انت على بعد خطوة
لا داعي للاستعجال والفضول
فهذا بيتك الأبدي
ما دامت الدنيا
وهنا اللحظة الحاسمة
أخذ كل منهم طرفا منك
وهموا بأدخالك الى قبرك
وأذا بك تنظر اليه وأذا بالاف الحيوانات تنتظر قدومك
يا حسرتاه

.
.
.
هذه اللحطة الحتمية أخي الكريم هل انت مستعد لها؟
أن كنت مستعد لها هنيئا لك
وان كنت غير مستعد
فالفرصة مازالت موجودة
راجع نفسك ستجد الله توابا رحيما

بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر : 53

بقلمي:الذليل بين يدي الله
محب عمار بن ياسر