ما هذه الدعوات الهجينة للشعب العراقي بـ (الثورة) على حكومته المنتخبة ؟
بتاريخ : 11-02-2011 الساعة : 12:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بعد غياب دام شهرا كاملا , عن المنبر السياسي لظروف خارجة عن الارادة نعود بموضوع لا يخرج عن دائرة الاحداث .
يقال بان الثورة المصرية بدأت بالتحشيد على الفيس بوك متأثرين بثورة تونس , وبعد ذلك تم الانطلاق ..
ومن هذا المنطلق , ومن منطلقات الحماس الشبابي لدى الاخرين في باقي البلدان , فقد بدأ الحراك الشبابي على الفيس بوك , محاولين ان يقوموا بمثل ما قام به المصريون ..
ولو اقتصر الامر على شباب الدول الدكتاتورية المكبوتة , لهان الامر , و لتقبلناه بصدر رحب ..
لكن ما عجبني , بل و اضحكني هو قيام الشباب العراقي المتحمس بانشاء صفحات عديدة تدعو للتغيير و ( الثورة ) على النظام !!!!
حقيقة , تعجبت , فدخلت مع بعضهم بحوارات جانبية مقتضبة حول ماهية الاهداف و العمل و كيف يتم ذلك ..
وقد انبرى لي كثيرون ممن يحملون بعض الافكار الطوباوية الهلامية الضبابية للنقاش , لكنني حقيقة لم اقتنع بما اوردوه ..
هنا سنناقش المسالة فيما يخص بلدنا العراق ...
1. هل للثورة صور عدة , ام هي صورة واحدة , وهي خروج الشعب الى الشوارع و الاطاحة بالنظام ؟؟
بالتأكيد ان في الدول الدكتاتورية التي يحكم فيها الرئيس لما شاء الله من السنوات , دون اعطاء فسحة للشعب بتقرير المصير ,
هنا لا يمكن الحل الا بالصدام المباشر مع النظام ..
لكن في دولة ديموقراطية تتمتع بوافر كبير من الحرية , و للشعب حق بتقرير مصيرهم , فان هذا لا يعتبر حلا صحيحا بل هو لا يعدو كونه حل فوضوي ساذج .
2. الثورة تعني التغيير ..
التغيير الجذري لحال , و الانتقال لحال اخر يفترض ان يكون افضل ضمن المصالح المتوخاة من الثورة .
و لكن في الدول الديموقراطية التي تتمتع بخاصية الانتقال السلمي للسلطة فان الثورة لا تعني الخروج بمظاهرات وصدامات مع النظام !!
بل الثورة و التغيير هي عبر صناديق الاقتراع فقط لا غير !!
3. في العراق , ذهب الشعب لصناديق الاقتراع , وقد صوت لمن صوت , و قد اختار من اختار ..
و قد اختار نفس الوجوه , ونفس الحكومة و نفس رئيس وزرائها ..
وقد قال الشعب كلمته ..
وعلى الجميع الاصغاء ...
لقد بات واضحا , ان الشعب هذه قناعته , وهو اصلا غير مقتنع بالتغيير ,
بل هو مقتنع بالوضع الراهن بما عليه , مع طموحات و آمال لتوفير الخدمات و غير ذلك ..
لذلك فان الشعب هو من اختار , وهو من اراد هذا النظام ..
فاذا اراد ان يثور , فان ثورته لن تتم الا عبر صناديق الاقتراع لا غير ..!!
فنحن دولة ديموقراطية تتمتع بحرية كبيرة , و للشعب حق تقرير مصيره عبر صناديق الاقتراع ,
لذلك فاذا اردنا الثورة فيجب علينا ان نثور لتوعية الشعب للتفكير جديا بمصالحه , وبمن يوفر له ما يروم ويطمح ..
ويمكنه ان يطيح بهذه الوجوه و هؤلاء المسؤولين عبر صناديق الاقتراع ,
لا عبر ثورة ضبابية ساذجة يدعو لها بعض الشباب المغمور , و الذي لا يملك ادنى ثقافة سياسية او بعد نظر ...