[محمد الغزي]

تزخر مدينة الناصرية بالمعالم الجميلة والانجازات الحضارية الرائعة . القديم منها مثل زقورة أور وآثار اوريدو والسنكرة واثار العبيد وغيرها . او الحديث مثل شارع الحبوبي ( عكد الهواء ) وجامع فالح باشا وجامع ابو سدرة وجسر النصر وبهو البلدية ...






والبهو شيد على ارض مساحتها 230 م2 تقريبا حيث ابعاده 46,6 × 50 م . وكان هذا الصرح الرائع , من تصميم المهندس المبدع قحطان عبد الله عوني المتوفي سنة 1972م ... كلفة المشروع الكلية 78736 الف دينار عراقي تبرعت به شركة كولبنكيان ( مستر 5 % ) . بوشر بالعمل وحفر الاسس في مطلع الستينات من القرن الماضي , في زمن متصرف الناصرية ناجي عيسى الخلف . وكان من المقرر ان يكون اسمه ( قاعة الشعب ) , الا انه حال دون ذلك اعتبارات سياسية في حينها. وقد تم انجاز الاعمال الكونكريتية سنة 1962 . وهذه البناية لم تكن تحت اشراف بلدية الناصرية او الادارة المحلية , بل كانت تحت اشراف مديرية البلديات ممثلة بمديرها محمد عبود . وكان المقاول لبناني الجنسية اسمه ( زياد الصوفي ) . والمقاول الثانوي السيد هادي عجام , وكان المهندس المشرف على العمل من قبل المقاول السيد حسين الدجيلي .
اما المهندس الحكومي فهو السيد صلاح صاحب الفضل الكبير في تطوير مدينة الناصرية , الى جانب السيد شاكر الغرباوي . وان التصميم قد استمدت معالمه من حالة الكرم التي يشتهر بها اهل ذي قار . لذلك صمم على هيئة مضيف , وعدد اقواسه بعدد ( اشباب ) المضيف , وهي عادة ما تكون (11 شبة ) . والاروع من ذلك , واثناء التنفيذ ( بني على قلب القاعدة الهندسية ) حيث كما هو ملاحظ ان الاقواس ظاهرة للعيان وان السقف هو الذي يحملها . في حين السائد ان الاقواس هي التي تحمل السقف . وهذه حالة هندسية غير مسبوقة اوجدها المهندس المبدع الذي صممه . وكان المخطط له ان يسع في الدور الارضي ( 650 مقعدا ) مع غرف للخدمات وساحة للاستقبال ومسرح وغرف متصلة بالمسرح , تؤدي اليها ابواب لسهولة دخول وخروج الذين ينفذون فعاليات على المسرح من ( ممثلين ومطربين وغيرهم ) . وفي الدور الثاني مقاعد بعدد ( 350 ) مقعدا . وقد ابدع النجار مجيد جوار في الاعمال النجارية , التي تسبق التسليح بخبرته التي اكتسبها خلال عمله في الكويت , لذلك كان التنفيذ رائعا . وقد رافق العمل العديد من حالات التلكؤ , بعد ان عجز المقاول عن الاستمرار بالعمل . وبذلك شكلت لجنة من الدولة برئاسة المهندس طالب رزيج لاتمام العمل . وانجز في بحر سنة 1968م . وحدثت اثناء سير العمل بعض النوادر والمفارقات . منها ان المتصرف لما سئل عن جدوى المشروع قال : ( ان الدولة لا هم لها سوى ايجاد نوع من المشاريع لحث الناس على السرقة والاختلاس ) . ومنها ايضا ان القوس الحادي عشر من جهة الغرب انهار اثناء العمل . ومن جراء ذلك جرح الاسطة (جخيور) . ووقع من علو الصديق العزيز ( رياض حبش ) وكسر فكه ... وقلنا ان البناء مستوحى من الحضارة السومرية التي يعتبر المضيف امتدادا لها . فقد تم استكمال انشاء مستلزمات الضيافة لهذا الصرح والتي هي نافورة الصحون التي تم انشاءها مقابل المحكمة حاليا , على امل ان تنشأ مستلزمات القهوة العربية في الجانب الاخر من البهو باتجاه الكراج ( والبنزين خانة ) شمال المستشفى الجمهوري . الا انه لم يتم انجاز مستلزمات القهوة (لاسباب نجهلها ) , لتكتمل صورة الضيافة العربية التي تشتهر بها مدينة الناصرية وريفها العتيد . والان وبعد ان تعرض البهو في سنة 2003 للاعتداء , وتقرر اعادة اعماره نتمنى ان تكون الاعادة وفق اعلى المواصفات وان يتم الاعتناء بخشبة المسرح والغرف والأبواب المؤديه لها , لا ان تصبح (بلاطة المسرح ) والحرص على اتمام مخارج التهوية في جوانب المسرح , وعدم الغائها والاعتناء بالتدفئة والتبريد , ومعالجة الصوت والصدى وفق ما افرزته التكنلوجيا الحديثة , نتمنى ذلك .

تقبلوو تحياتي

منقول
مدينتي الحبيبه