وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ بِشَهادَةِ أَنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطَيِّبِينَ الطاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ».
اقتباس :
قال السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات): روي أن رجلاً اعتقل في الشام مدة طويلة، فرأى الزهراء (عليها السلام) في المنام تقول ادع بهذا الدعاء وعلمته إيّاه، فلما دعا به أُطلق سراحه وعاد إِلى بيته
قوله تعالى: «تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير» تبارك الشيء كثرة صدور الخيرات و البركات عنه.
و قوله: «الذي بيده الملك» يشمل بإطلاقه كل ملك، و جعل الملك في يده استعارة بالكناية عن كمال تسلطه عليه و كونه متصرفا فيه كيف يشاء كما يتصرف ذو اليد فيما بيده و يقلبه كيف يشاء فهو تعالى يملك بنفسه كل شيء من جميع جهاته، و يملك ما يملكه كل شيء.
و قوله: «و هو على كل شيء قدير» إشارة إلى كون قدرته غير محدودة بحد و لا منتهية إلى نهاية.
قوله تعالى: «الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور» الحياة كون الشيء بحيث يشعر و يريد، و الموت عدم ذلك لكن الموت على ما يظهر من تعليم القرآن انتقال من نشأة من نشآت الحياة إلى نشأة أخرى
و قوله: «ليبلوكم أيكم أحسن عملا» غاية خلقه تعالى الموت و الحياة، و البلاء الامتحان و المراد أن خلقكم هذا النوع من الخلق و هو أنكم تحيون ثم تموتون خلق مقدمي امتحاني يمتاز به منكم من هو أحسن عملا من غيره و من المعلوم أن الامتحان و التمييز لا يكون إلا لأمر ما يستقبلكم بعد ذلك و هو جزاء كل بحسب عمله.
و قد ذيل الكلام بقوله: «و هو العزيز الغفور» فهو العزيز لأن الملك و القدرة المطلقين له وحده فلا يغلبه غالب و ما أقدر أحدا على مخالفته إلا بلاء و امتحانا و سينتقم منهم و هو الغفور لأنه يعفو عن كثير من سيئاتهم في الدنيا و سيغفر كثيرا منها في الآخرة كما وعد.
قوله تعالى: «الذي خلق سبع سماوات طباقا» إلخ، أي مطابقة بعضها فوق بعض أو بعضها يشبه البعض - على ما احتمل -
و التفاوت الاختلاف في الأوصاف كأنه يفوت وصف أحدهما الآخر أو وصف كل واحد منهما الآخر، قال تعالى: «ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت» أي ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.
قوله: «فارجع البصر هل ترى من فطور» الفطور الاختلال و الوهي، و المراد بإرجاع البصر النظر ثانيا و هو كناية عن المداقة في النظر و الإمعان فيه.
= مقتباسات مختارة من موقع الميزان في تفسير القران =
وبهذا ينتهي لقاءنا لهذا الأسبوع
وتسعدنا أية تعليقات أو انتقادات أو اقتراحات أو نقاش أو تقييم للمحاضرة وكل مايتعلق بالموضوع هنا
أو اقتراح لمحاضرة الأسبوع القادم على الرسائل الخاصة للفراشات