فوجئ الوسط الثقافي مؤخرًا بمفاجأة من العيار الثقيل، حيثُ اتهمت الكاتبة السعودية سلوى العضيدان الداعية عائض القرني بسرقة محتويات كتابه الشهير "لا تيأس" من كتابها "هكذا هزموا اليأس"، مما دعاها لرفع دعوى إلى مكتب وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة.
"سيدتي" حاورت الكاتبة سلوى العضيدان حول مبررات وأسانيد اتهامها للداعية عائض القرني، وعرضت هذه الاتهامات عليه، وطرحت أقوال الطرفين على الجهة المختصة في وزارة الإعلام بالفصل في مثل هذه القضايا.
اكتشفت وجود محتوى كتابي ضمن كتاب الداعية عائض القرني، من خلال رسالة إلكترونية». وعن تفاصيل هذه الرسالة، قالت صاحبة الادعاء الكاتبة السعودية سلوى العضيدان: "أرسلت لي إحدى زميلاتي إيميلاً، أخبرتني فيه أنها اشترت كتاب "لا تيأس" للدكتور القرني، وأنها لاحظت تشابهًا كبيرًا جدًا بينه وبين كتابي، فلم أعرها اهتمامًا ظنًا مني أنها تُبالغ؛ وبعدها بيومين دخلت مع ولدي أحد المحلات، ولفت نظري كتاب "لا تيأس" فاشتريته، وأخذت أقلِّب صفحاته وأجريت مطابقة بين الكتابين، وتبين لي أن فصول الكتاب مأخوذة من كتابي".
ألم تحاولي الاتصال أو التفاهم مع الدكتور القرني؟
اتصل زوجي به واستمعت للحوار بينهما، وكانت لي 3 مطالب، وهي:
اعتذار خطي من الدكتور عائض القرني.
تعهد منه ومن الدار التي نشرت الكتاب بعدم الطباعة ثانية أو إعادة نشره وترجمته.
سحب الكتاب من الأسواق: وقد وافق الدكتور القرني على الشرطين الأول والثاني، ولم يوافق على الثالث، ألا وهو سحب الكتاب؛ بحجة الحرج من تساؤل الناس عن سبب سحبه من الأسواق، كما عرض علينا 10آلاف ريال، فرفضت العرض، وقمت برفع قضية ضده إلى وزارة الإعلام؛ لإنصافي في قضية السرقة الأدبية من كتابي.
هل ترغبين في مناظرة مع الدكتور عائض؟ ولماذا؟
لو عرضت عليَّ المناظرة فإني أرحب بها، شريطة أن تكون صوتية ومباشرة على الهواء.
كيف كانت ردود الفعل على تقديمك هذه الدعوى؟
وصلتني رسائل تهديد، ربما من بعض مريدي الداعية القرني، بل إنّ البعض اتهمني بأني علمانية وليبرالية، وأنني افتعلت هذه القضية للإساءة للرموز الدينية، وأقول لهؤلاء: "نحن كبشر معرضون للخطأ والزلل، ولا أحد معصوم من الخطأ، ولا ضرر ولا ضرار".
على هامش دعوى السرقة الأدبية التي تزعمين أنك تعرضت لها؟ حدِّثينا عن رحلتك مع الكتابة؟
في المرحلة المتوسطة سألتني المعلمة ماذا تريدين أن تكوني حين تكبرين؟ فقلت كاتبة مشهورة، فسخرت زميلاتي مني وضحكن بصوت عالٍ، لحظتها أقسمت أن أكون كاتبة مشهورة، وبدأت الكتابة في جريدة الجزيرة باسم "هديل الغاط" نسبة إلى مدينتي، ثم تزوجت وأكملت تعليمي وظل حلم الكتابة يراودني، فقمت بتأسيس مجلة "ينابيع" ونجحت وما زالت تطبع، وهي تابعة لإدارة تعليم البنات في محافظتي، ثم جاءت فكرة كتابي "هكذا هزموا اليأس" وقضيت 4 سنوات في إعداده وتجميع مادته والتعليق عليه، وأظنه حقق النجاح المأمول، وصدر لي كتاب «استمتع بفشلك ولا تكن فاشلاً"، وقد اتفقت مع عدة دور ألمانية وإندونيسية وإنجليزية لترجمة الكتابين ونشرهما، وسأتفرغ للاستشارات الأسرية والتدريب والتأليف.
منْ أهم الكاتبات السعوديات من وجهة نظركِ؟
كل كاتبة تكتب من أجل الآخرين وهمومهم وإيصال صوت الحق، فهي مهمة، وكذلك كل كاتبة تكتب ما يرضي الله تعالى ولا تستغل قلمها لأهداف شخصية.
هل تعتقدين أنّ المرأة السعودية قد نالت حقوقها؟
أحيانًا ينظر البعض إلى المرأة السعودية على أنها مظلومة، خاصة بسبب عدم قيادتها السيارة، وكأنّ منحها هذه الصلاحية سيجعل منها امرأة قوية عصرية، وللأسف هذه النظرة سطحية، وهناك إغفال لحقوق مهمة كفلها الإسلام لها وتخلت هي عنها، إما جهلاً، أو خوفًا، أو خضوعًا لأعراف معينة.
وفي المقابل، فالمرأة السعودية حققت الكثير في المجال العلمي والطبي والأدبي والتعليمي، وتستطيع المرأة، سواء السعودية أو أي مسلمة في العالم، أن تحقق ذاتها وأحلامها وأهدافها وهي متمسكة بحجابها وأخلاقها وحشمتها، ومن يقول بغير ذلك فهو يناقض الحقيقة.
كمستشارة أسرية.. ما أغرب قصة مرت بكِ؟
ذات يوم اتصلت بي فتاة، كانت منهارة تمامًا وقالت لي: "أنت تقولين يجب ألا نعترف باليأس، لكني أعيش الآن قمة اليأس؛ فمشكلتي لا حل لها، ولم أتصل بكِ بحثًا عن حل، بل لأخبركِ أني قررت أن أنتحر". قلت لها: "انتظري حتى تخبريني بمشكلتكِ، وبعد ذلك انتحري إن شئتِ". كنت أقصد أن أشغلها عن تفكيرها السلبي، واكتشفت أنها أحبت شابًا وغرر بها وحملت منه، وخافت من الفضيحة، وظنت أنّ انتحارها هو الحل. والحمد لله تمت معالجة مشكلتها بطريقة معينة، وأصبحت فيما بعد فتاة داعية متطوعة، وقد رزقها الله تعالى بزوج صالح، ومن هنا أدعو لإنشاء خطوط خدمة إرشادية نفسية على مدار 24 ساعة.