[عبد الجبار سبتي]

لمّا تخنتنق العبرات في الحنجرة و لا تجد مجرى تسيل فيه قبيل الانفجار

و لمّا تموت الأحاسيس و تموت المشاعر في القلب موؤودة قبل أن تطلق أنفاسها المرهقة

و حينما تظلم الدّنيا بكلّ أنوارها فتغدو كقطع من الظّلمة

و تتشاجر الأشلاء فيما بينها أيّها يتألّم أوّلا

و حين تغدو الجراح قطعا من الرّوح

و يبقى الألم مسيطرا أبدا كالقلب ينبض بالآهات

و حين يستوي العلم و الجهل , و النّور و الظّلمة

فلا يفرّق بينها إلّا ذو بصيرة

عندئذ ندرك أنّ الياسمين رونقه قد بدأ يخبو

و جماله الأخّاذ السّاحر لم يعد يخلب لبّ النّاظر

و لا عبقه الفوّاح ينشي فؤاد المستنشق

أو أنّ روحه الدّافئة ببياضها المبهج

قد ابتدى البرد يتسلّل إلى حناياها الهزيلة

فتراب الغربة بارد رغم دفئه

و فقير بالغذاء رغم غناه

و متعطّش إلى الماء رغم انغماره بالثّلوج و الأمطار ! .

مما راق لي