[ضياء عارف]

لم يخلق الله البشر ليعطلوا عقولهم و ظمائرهم . ولم يتفضل عيلهم بنعمة الا ليوضفوها في المسار الصحيح. بعد ان حدد لهم الحدود وبين لهم كيف يتحرروا من عبادة العبيد الى عبادة المعبود
والخوض في تفاصيل الجزئيات المهذبة للانسان طويل و عريض لا يسعه المقام بيد اننا نؤكد على مفهوم الارادة الذي يعد الشرارة و المنطلق الدافع للانسان في بناء الحياة و صناعة الحاضر و المستقبل وعندما يكون هذا المفصل الحيوي بهذه الاهمية اذن لابد من الاهتمام به و العناية الفائقة في ديمومة بقائه متقدا في خلجات الانسان لان انطفاء شعلته تعني موت الانسان و ان كان يمشي على الارض!!
فما قيمة الانسان بلا ارادة؟!
ومن الملفت للنظر ان الطامعين و المفسدين دائما يركزون على خلق الاجواء و المناخات التي تساعد على سبات ارادة الانسان و فقدانه الامل ليجعلوا منه الة معطلة تفتقد للوقود المحرك لها وهذه الاجواء تاتي نتيجة لسلوك اولائك الظالمين وما يبثونه من دعايات و مغالطات واكاذيب بل حتى اخاويف الغاية منها ركون الانسان و انعزاله ليدعهم و شانهم يفسدوا و يسرقوا و يقتلوا .......والخ
وللاسف الشديد ان الكثير بل الاعم الاغلب من الناس قد وقع في شراك هذه المصيدة الخبيثة واستسلم لمراد الظالمين و النتيجة ان صار جزءا منهم سواء اعلم بذلك ام لم يعلم .
وما يجري في عراقنا اليوم خير شاهد على موضوعنا فكم وكم يتنتهك الوطن وما يحتويه الوطن بل و ما يتعلق بالوطن ومع كل ذلك نجد ردة الفعل مخجلة !!
لاتنم عن شعب قد استسقى ارثه الديني و التاريخي و الحضاري ممن تركوا له ما يمكن ان يستثمره في ردع الظلم و انتزاع الحقوق من المتسلطين الظالمين
اترى كيف يقتنع او يستسلم العراقي لما يدور و يجري في عراق الويل و الثبور و ينزوي و لا يسجل موقفا امام ربه و نفسه و اهله و تاريخه وياترى من المسؤول عن تربع الظالمين على رقاب المستضعفين ؟ وما هو السبيل للخلاص من الازمة وكيف لنا ان نمهد لامامنا المهدي عليه السلام مع كل هذه الملابسات ؟ ايا ترى نستسلم و نترك البلاد و العباد ؟
ام هناك منفذ و بصيص امل في نهاية النفق ؟