تحريف كتاب (المنتظم) لابن الجوزي - قصة احتضار السيد الحميري رضوان الله عليه
بتاريخ : 15-08-2011 الساعة : 06:08 AM
رب اشرح لي صدري
اليوم .. مع تحريف جديد للقوم :rolleyes:
وهذه المرة ، أصاب كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" ، لابن الجوزي
تم اكتشاف التحريف بالمقارنة بين نقل ابن حجر العسقلاني في "لسانه" عن "المنتظم" ، وبين ما هو موجود في المطبوع من "المنتظم" !
وإليكم الوثائق
التوثيق الكتابي ..
لسان الميزان لابن حجر - ت: أبو غدة (2/ 173) ترجمة إسماعيل بن محمد السيد الحميري الشاعر
قال ما نصه :
(وفي «المنتظم» لابن الجوزي : أنه لما احتضر أخذه كربٌ فجلس فقال : اللهم هذا كان جزائي في حب آل محمد وما يتكلم إلى أن أفاق إفاقة ففتح عينيه فنظر إلى ناحية القبلة فقال : يا أمير المؤمنين أتفعل هذا بوليِّك ؟ قالها ثلاث مرات فتجلى والله في جبينه عِرْقُ بياض فما زال يتسع ويلبس وجهه حتى صار كله كالبَرَد فمات فأخذنا في جهازه.
قلت : هذه حكاية مختلقة ، والمتهم بها هذا الرافضي (1) وحفيده إسحاق لا أعرف حاله (1062) وقد ذكرته عقب ترجمة إسحاق بن محمد النخعي للتمييز.) انتهى
______________
(1) هو بشر بن عمار الخثعمي، كما سيأتي [1493]. والقصة ليست بهذا السياق في "المنتظم" المطبوع. (انتهت حاشية أبي غدة محقق الكتاب)
وأشار للقصة في ترجمة بشر بن عمار
لسان الميزان لابن حجر - ت: أبو غدة (2/ 302)
(1493- (ز) : بشر بن عمار الخثعمي الكوفي المكتب.
ذَكَرهُ الطوسِي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق.
ووجدتُ له قصة ظاهرة البطلان ، ذكرها أبو الفرج في «الأغاني» في ترجمة السيد إسماعيل الحميري الشاعر من طريق إبراهيم بن عبد الله الطلحي ، حدثني إسحاق بن محمد بن بشر بن عمار الصيرفي ، عَن جَدِّه بشر بن عمار ، قال : حضرت موت السيد الحميري وهو يجود بنفسه وإنَّ وجهه لأسود كالقار.)
وإليكم الآن ما يوجد في المنتظم ، وانظروا كيف تم تحريف القصة وزيادة ألفاظ عليها !! لإطفاء طفرة نفوسهم الحاقدة !
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي (9/ 41) وفيات سنة (179 هـ) ترجمة السيد إسماعيل الحميري رضوان الله تعالى عليه
قال :
(واختلفوا أين مات لعنه الله، فقيل: بواسط، أخذه كرب [3] فجلس قبل موته فَقَالَ: اللَّهمّ هذا كان جزائي لحب [4] آل مُحَمَّد، فمات فلم يدفنوه لكفره وسبه الصحابة رضي الله عنهم.!!
وقيل: بل توفي ببغداد، واسود وجهه قبل موته، فأفاق من سكرته وفتح عينيه وقَالَ: يا أمير المؤمنين، تفعل هذا لوليك؟ قالها ثلاث مرات/ ومات، فدفن بالحديثة ببغداد وذلك في خلافة الرشيد.) انتهى
__________
[3] «كرب» ساقطة من ت.
[4] في ت: «في حب» .
وإليكم القصة من كتاب الأغاني
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (7/ 297)
أخبرني ابن عمار ، قال : حدثنا يعقوب بن نعيم ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الطلحي ، قال : حدثني إسحاق بن محمد بن بشير بن عمار الصيرفي ، عن جده بشير بن عمار ، قال : حضرت وفاة السَّيد في الرميلة ببغداد ، فوجَّه رسولا إلى صف الجزارين الكوفيين يعلمهم بحاله ووفاته ، فغلط الرسول فذهب إلى صف السموسين !!، فشتموه ولعنوه ، فعلم أنه قد غلط ، فعاد إلى الكوفيين يعلمهم بحاله ووفاته ، فوافاه سبعون كفناً. قال : وحضرناه جميعا ، وإنه ليتحسَّر تحسُّراً شديداً ، وإنَّ وجهه لأسود كالقار ، وما يتكلّم إلى أن أفاق إفاقة ، وفتح عينيه ، فنظر إلى ناحية القبلة ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أتفعل هذا بوليك ؟! قالها ثلاث مرات ، مرة بعد أخرى .
قال: فتجلّى والله في جبينه عرق بياض ، فما زال يتّسع ويلبس وجهه ، حتى صار كله كالبدر ، وتوفي ، فأخذنا في جهازه ، ودفناه في الجنينة ببغداد ، وذلك في خلافة الرشيد . انتهى
رضوان الله تعالى عليك ، وحشرك مع الأئمة الطاهرين.
مرآة التواريخ / ايها القوم ألا تخجلون ! ، ألا ترعوون ! .. ماذا بقي من تراثكم لم تُحرّفوه وتتلاعبوا به ؟!!!