نقد مسلسل الحسن واحسين (7) جواب الثوار على احتجاج عثمان
كثيراً ما يعرض لنا السلفيون والنواصب والعثمانية حجج عثمان على الثوار
وأنه ينشدهم الله أليس كذا وكذا ... فيقولون : اللهم نعم..
ثم يواصلون الثورة!
ونحن نجلس مدهوشين..!
فإذا كانوا قد اعترفوا بكل ما قال فلماذا يستمرون في الثورة؟
إلا أنه مع التدقيق في التاريخ سنجد للثوار إجابات على عثمان..
ولكن التاريخ لأن معظمه أموي الهوى فإنه يقطع الروايات ويبترها ولا يعطي رأي الطرف الآخر..
ومن اكبر الظلم زعم التاريخ الأموي أن الثوار على عثمان من الغوغاء..
واكثر ظلماً منه الزعم بأنهم أتباع لرجل يهودي نكرة!
لا يعرف له حسب ولا نسب ولا علم ولا فضيلة..
أما الإنصاف فيقول
إن الثورة عامة ، ليس التابعي أسرع فيها من الصحابي
ولا المتدين من الأعرابي
ولا السابقين من اللاحقين..
ثورة عارمة عامة لم يخالف فيها إلا بنو أمية والمستفيدون من ولايات عثمان وأعطياته غفر الله له ورحمه..
إنها ثورة حقوقية لم يعكر صفوها إلا تلك النهاية المأساوية لعثمان
هذه النهاية شوهت كل شيء..
ولو أن الصحابة أوجدوا لهم نظاماً سياسياً لما كان الحل في قتل عثمان
لكن النقص من طبيعة البشر..
وعلى كل الأحوال:
فهذه بعض إجابات الثوار التي يهملها غلاة السلفية والنواصب من قديم..
فلا يعرضون إلا حجج عثمان ومروان ومعاوية والوليد وسعيد وابن عامر وابن أبي السرح
أما حجج المهاجرين والأنصار وأهل بدر وصلحاء التابعين وأشراف الأمصار.. فلا تجدها إلا بعد البحث..
وهذه منها:
الرواية الأولى: رواية يوسف بن عبد الله بن سلام..
وهو من الموالين لعثمان نسبياً لأن أباه عبد الله بن سلام كان موالياً..
ومع ذلك فروايته قوية المعنى، معقولة متكاملة لا تشعر بشيء محذوف..
وهو شاهد عيان إذ كان عمره يومئذ نحو ثلاثين سنة.
ففي تاريخ الطبري - (ج 3 / ص 424)
قال محمد: وحدثني الزبير بن عبدالله عن يوسف بن عبدالله بن سلام قال:
أشرف عثمان عليهم وهو محصور وقد أحاطوا بالدار من كل ناحية
فقال :
أنشدكم بالله عزوجل هل تعلمون أنكم دعوتم الله عند مصاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن يخير لكم وأن يجمعكم على خيركم؟
فما ظنكم بالله؟
أتقولون لم يستجب لكم وهنتم على الله سبحانه وأنتم يومئذ أهل حقه من خلقه وجميع أموركم لم تتفرق؟
أم تقولون هان على الله دينه فلم يبال من ولاه والدين يومئذ يعبد به الله ولم يتفرق أهله فتوكلوا أو تخذلوا وتعاقبوا؟
أم تقولون لم يكن أخذ عن مشورة وانما كابرتم مكابرة فوكل الله الامة إذا عصته، لم تشاوروا في الامام ولم تجتهدوا في موضع كراهته؟
أم تقولون لم يدر الله ما عاقبة أمري فكنت في بعض امري محسنا ولأهل الدين رضى فما أحدثت بعد في أمري ما يسخط الله وتسخطون مما لم يعلم الله سبحانه يوم اختارني وسربلني سربال كرامته؟
وأنشدكم بالله هل تعلمون لي من سابقة خير وسلف خير قدمه الله لي وأشهدنيه من حقه وجهاد عدوه حق على كل من جاء من بعدي أن يعرفوا لي فضلها
فهلا لا تقتلوني فانه لا يحل إلا قتل ثلاثة رجل زنى بعد إحصانه أو كفر بعد إسلامه أو قتل نفسا بغير نفس فيقتل بها
فانكم إن قتلتموني وضعتم السيف على رقابكم ثم لم يرفعه الله عزوجل عنكم إلى يوم القيامة ولا تقتلوني فانكم إن قتلتموني لم تصلوا من بعدي جميعا أبدا ولم تقتسموا بعدي فيئا جميعا أبدا ولن يرفع الله عنكم الاختلاف أبدا
[ جواب الثوار]
قالوا:
أما ما ذكرت من استخارة الله عز وجل الناس بعد عمر رضى الله عنه فيمن يولون عليهم ثم ولوك بعد استخارة الله فان كل ما صنع الله الخيرة ولكن الله سبحانه جعل أمرك بلية ابتلى بها عباده
وأما ما ذكرت من قدمك وسبقك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانك قد كنت ذا قدم وسلف وكنت أهلا للولاية ولكن بدلت بعد ذلك وأحدثت ما قد علمت
وأما ما ذكرت مما يصيبنا إن نحن قتلناك من البلاء فانه لا ينبغي ترك إقامة الحق عليك مخافة الفتنة عاما قابلا
وأما قولك إنه لا يحل إلا قتل ثلاثة فإنا نجد في كتاب الله قتل غير الثلاثة الذين سميت
قتلُ من سعى في الارض فسادا
وقتل من بغى ثم قاتل على بغيه
وقتل من حال دون شئ من الحق ومنعه ثم قاتل دونه وكابر عليه
وقد بغيت
ومنعت الحق
وحلت دونه وكابرت عليه أن تقيد من نفسك من ظلمتهم عمدا
وتمسكت بالامارة علينا وقد جرت في حكمك وقسمك
فان زعمت أنك لم تكابرنا عليه وأن الذين قاموا دونك ومنعوك منا إنما يقاتلون بغير أمرك
فانما يقاتلون لتمسكك بالامارة فلو أنك خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال دونك اهـ
تأملواها وستجدون فيها من المعاني والمعلومات ما لا تحتاجون إلى التنبيه عليه..