ارتأيت ان اكتب لكم هذا الموضوع اتمنا ان ينال رضاكم.
الإيثار
الإيثار صفة عظيمة من صفات مكارم الأخلاق, وهو ملكة قلما تجدها عند كل الناس وهي تسمو وتتجلى في الإنسان الذي يكون إيثاره في معطيات عديدة, مثل الجنوح إلى السلم, الكرم, الصبر, المبادرة دائما إلى الأعمال الطيبة والأفعال الحميدة يراعي الله سبحانه وتعالى في كل خطوة يخطوها, يؤثر الآخرين على نفسه ويجود بها, وقيل قديما (الجود بالنفس اسما غاية الجود) ويكون البخل والشح والبغض كلها صفات منبوذة ومنكرة لايقدم عليها.
للإيثار سمات متنوعة كثيرة منها على سبيل المثال صفاء السريرة سعة الصدر والرأفة والبعد عن الكبر والكيدية للناس, فالمجتمعات التي يوجد فيها إيثار يوجد أيضا فيها الأمن والطمأنينة والاستقرار.
يجب علينا نحن الآباء أن نعلم أبناءنا الإيثار من الصغر, وقيل قديما (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر) وتقوية روح التعاون بينهم, وتثبيت أواصر المحبة فيهم, وتعويدهم على السخاء, والشعور بالآخرين, حتى لا ينشأ الواحد منهم فرديا أنانيا لأهم لهم إلا أنفسهم, (كالبهيمة همها علفها) فتربية الأطفال على الخصال الحميدة تقضي على الكثير من المشكلات التي تحدث داخل البيوت وفي الشارع وهذا ليس ضربا من الخيال وقد وجدنا الكثير من الأطفال في كثيرا من المواقف وخاصة في المدارس كيف يؤثرون بعضهم البعض هؤلاء طبعا كافأتهم مدارسهم والبعض الأخر تمت مكافأتهم في محافل أخرى تقديرا لهم وتشجيعا لغيرهم.
إن هذا الإيثار الطوعي والتعاطف الاجتماعي, يتجلى في أخلاق المؤمنين, والحقيقة ليس كل من يصلي ويصوم ويؤدي جميع شعائره التعبدية يكفي إطلاقا إن المؤمن الحق يتحلى بخلق الأنبياء وما جاء عنهم وعلى رأسهم النبي محمد صلى الله عليه واله ومنها الإيثار.
وما من شك أن أعظم الإيثار في هذه الدنيا هو أن تؤثر مرضاة الله على مرضاة الناس, وان تؤثر رضا الله على رضا من سواه وان تؤثر رضا الله على هوى نفسك, ولان حياة الإنسان مهما طال عمره فهي قصيرة فيجب ألا نعيش لأنفسنا فقط, فتفكير الإنسان في نفسه فقط يجعله صغيرا. ولكي يعيش الإنسان كبيرا ذو قيمة وتمتد حياته بامتداد البشرية فلابد أن يعيش لغيره كما يعيش لنفسه, ليتحقق الدور الايجابي الذي تتكامل به الدائرة البشرية في تكافلها وتكافئها بإيثارها وتتواصل في سعادتها.