بقدر ما باركنا للشعوب نضالها وتضحياتها للتخلص منالجثامين الراقدة على صدورها والتي حاولت ان تختزل وتجير تلك الشعوب بأسمها وشخصها ، حتى ظن الناس انهم الهة او هم فوق البشر على اقل تقدير ، لكننا نجد انفسنا امام مفترق طرق خطير لكون تلك الشعوب قد افرغت تماماً من توفير البديل يقوم مقام الصنم الذي تهاوى فنلاحظ ان من سيطر او تصدى لمهمة التغيير لايربطهم رابط او تحكمهم قوانين سوى انهم شاركوا في اسقاط الصنم فهم سرعان ما سيتصارعون ويختلفون عند اقتسام المغانم ، وهذا من الموروث الفكري العربي حيث كان العرب يغزون الغزوات فيغنمون الغنائم ولكنهم يتقاتلون عند القسمة .
ان اكثر الشعوب التي سقطت انظمتها ، ولكون تلك الانظمة لم تسمح بأي تنظيم يعارض فكرها وطريقة ادارتها للبلد ، فأننا نجد تلك الشعوب تقع في عدم قدرتها على ادارة الامور بعد سقوط النظام ، فلا نجد من يجمع تلك الامة ويقودها الى بر الامان ، فتعود الى فطرتها وتتجه اتجاهاً دينياً اعتقاداً منها بنقاء الاتجاه ونظافة سريرته ولكن يسغلهم النفعيون والوصوليون فيحكموا بأسم الدين ومنهم من يقتل ويسرق وينهب تحت غطاء شرعي .
كل الشعوب المتحررة بحاجة الى اعادة نتاج للفكر ، وكذلك للاطلاع على تجارب الاخرين لكي لاتتكرر مأساة الفرد الاحد الاحد سواء كان فرداً او حزباً ، وعلى الشعوب ان تتقل فكرة الراي والراي الاخر وقبول الغير ومعنى الديمقراطية وان لايكون معنى الثورة الاستبداد بالرأي