نص الحديث[ إن الله عز وجل يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ] . ( حسن صحيح ) .
وله شاهد عن أبي هريرة : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا ، فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام : هذا من أهل النار . فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا ، فأصابته جراحة ، فقيل : يا رسول الله الرجل الذي قلت له آنفا : إنه من أهل النار ، فإنه قاتل اليوم شديدا وقد مات ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلى النار . فكاد بعض المسلمين أن يرتاب ، فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ، ولكن به جراحا شديدا ، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال : الله أكبر ، أشهد أني عبد الله ورسوله ، ثم أمر بلالا فنادى في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة
المجلد الرابع
المؤلفمحمد ناصر الدين الألباني
شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا . فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام " هذا من أهل النار " فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة . فقيل : يا رسول الله ! الرجل الذي قلت له آنفا " إنه من أهل النار " فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا . وقد مات . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إلى النار " فكاد بعض المسلمين أن يرتاب . فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت . ولكن به جراحا شديدا ! فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه . فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : الله أكبر ! أشهد أني عبد الله ورسوله " ثم أمر بلالا فنادى في الناس " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة . وإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 111
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا صحابي جاهد أحسن الجهاد و قاتل في الله قتالا شديدا و كان جزاءه النار بحجة أنه فاجر !
الغريب أنه هل يدخل الفاجر القتال و يقاتل بهذه الروح العالية ؟
و هل الله عز و جل بحاجة الفجار لكي يؤيد بهم الدين ؟
اين هم المؤمنون إذن و ما هي وظيفتهم و اين هو جهادهم ؟
فإن ترك الله عز و جل تأييد دينه بالفجار فاي كرامة و اي مفخرة و أي عز للمؤمنين ؟!
و كيف يكون نصر الله لدينه و لنبيه نصر عزيز ؟!
و خاصة ان الله نصر نبيه دائما و بكل طريق و منها ارسال الملائكة
و الله عز وجل يقول
{ وَلَـيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ }
يقول تعالـى ذكره: ولـيعيننّ الله من يقاتل فـي سبـيـله، لتكون كلـمته العلـيا علـى عدوّه فَنْصُر الله عبده: معونته إياه، ونَصْرُ العبد ربه: جهاده فـي سبـيـله، لتكون كلـمته العلـيا.
{ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ }
أي من ينصر دينَه ونبيَّه
و عند الالباني في السلسلة الصحيحة
1649 - " إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 205 :
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1607 ) و الطبراني في " الكبير " ( 8963 و 9094 )
و محمد بن مخلد في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 6 / 1 ) عن عاصم عن زر عن عبد
الله مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد حسن ، و هو صحيح ! فإن له شاهدا قويا من حديث أبي هريرة ،
و فيه بيان سبب وروده ، قال رضي الله عنه : شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حنينا ، فقال لرجل ممن يدعي بالإسلام : " هذا من أهل النار " . فلما حضرنا
القتال قاتل الرجل قتالا شديدا ، فأصابته جراحة ، فقيل : يا رسول الله الرجل
الذي قلت له آنفا : إنه من أهل النار ، فإنه قاتل اليوم شديدا و قد مات ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : " إلى النار " . فكاد بعض المسلمين أن يرتاب ،
فبينما هم على ذلك إذ قيل : إنه لم يمت ، و لكن به جرحا شديدا ، فلما كان من
الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ،
فقال : " الله أكبر ، أشهد أني عبد الله و رسوله " . ثم أمر بلالا فنادى في
الناس : " إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، و إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل
الفاجر " . أخرجه البخاري ( 2 / 74 ) و مسلم ( 1 / 73 - 74 ) و أحمد ( 2 / 309
) و للدارمي منه حديث الترجمة ( 2 / 240 - 241 ) . و الحديث أورده الهيثمي في
" المجمع " ( 5 / 303 ) و قال : " رواه الطبراني ، و فيه عاصم بن أبي النجود
و هو ثقة ، و فيه كلام " . و قال أيضا : " رواه الطبراني عن النعمان بن عمرو بن
مقرن مرفوعا ، و ضبب عليه ، و لا يستحق التضبيب لأنه صواب ، و قد ذكر المزي في
ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن ، و النعمان بن
مقرن . قلت : و رجاله ثقات " . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من الصحابة بلفظ : " ....
بأقوام لا خلاق لهم " . و قد خرجها الهيثمي من حديث أبي بكرة و أنس و أبي موسى
و أخرجه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( 20 / 100 / 1 ) عن الحسن البصري
مرسلا . و وصله أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 262 ) و الضياء في " المختارة "
( 74 / 2 ) عنه عن أنس مرفوعا . و تابعه أبو قلابة عن أنس . أخرجه ابن حبان
( 1606 ) و النسائي في " السير " ( 1 / 38 / 1 ) و الضياء أيضا . و تابعه عنده
حميد عن أنس . و روي بلفظ : " .... برجال ما هم من أهله " . أخرجه الطبراني ،
و فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم و هو ضعيف كما قال الهيثمي : و هو بهذا اللفظ
منكر عندي لمخالفته لألفاظ الثقات ، و الله أعلم . (2/393)