ونحن نقترب تدريجيا من ذكرى الرواية الاولى لأستشهاد الصديقة الكبرى وسر الوجود ام ابيها سلام الله عليها احببت هنا ان اتطرق الى بعض الشبهات التي تثار بين الحين والاخر حول مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام والتي اخذت صورا متعددة فتارة نسمع البعض يقول انه لا يتفاعل مع الاحاديث التي تذكر ان السيدة الزهراء قد ضربت وكسر ظلعها لان العرب كانت تستهجن ضرب المراة والذين اقدم بهم عمر الى بيت الزهراء كانت قلوبهم مملوءة بحبها وان الزهراء قدر رضيت عنهما في نهاية المطاف ... واين شجاعة علي وما الى ذلك من الشبهات التي ليس فيها اي جديد وقد اجاب عليها علمائنا واتقنوا ردها على الخصم .
وهنا سوف افتح عدة محاور حول تلك القضية الحساسة والخطيرة
المحور الأول :- هل ان مظلومية الزهراء حادثة تأريخية وليست مسالة عقدية
يقول البعض ان التشكيك في ظلامة الزهراء عليها السلام ما هو الا من باب التشكيك في حدوث بعض الوقائع التأريخية وطرحها على بساط التحليل والبحث العلمي وليس في ذلك اي خروج عن العقيدة
نقول :-
ان بعض الحوادث وان كانت تاريخية من جهة ما ولكن لها مدخلية كبرى في العقيدة الاسلامية فمسالة وجود نبي الله ابراهيم عليه السلام ومجيئه الى الحجاز وبنائه الكعبة وان كانت مسالة تاريخية ولكن لا يمكن لاي احد ان يدعي الاسلام ان يكذبها بدعوى ان ادلة اثبات الوقائع التاريخية لا تثبت مثل تلك الحادثة كما فعل البعض لانه وببساطة هذة الحادثة قد ذكرها الله سبحانه في القران وكل من يشكك في حصولها فهو يشكك في القران الكريم وهو بذلك يخرج من الدين الحنيف شاء ام ابى
وقس على ذلك ايضا حادثة واقعة الغدير المباركة وتنصيب الرسول لامير المؤمنين عليه السلام ومبايعة الصحابة له حيث ان هذة الحادثة مما تواتر نقلها في كتب التفسير والتاريخ والسير ولا يمكن لاي مسلم ان يشكك في حدوثها خصوصا وانها اقترنت بمساله عقائدية كبرى وهي الامامة وكذلك ايضا بعثة الرسول الاكرم وما ذكره القران من قصص الانبياء والمرسلين والامم السالفة (( الذي يطلق عليه اليوم بعض ما يسمى بالمثفين الاسلاميين الاساطير بكل وقاحة اذا يعيدوا بذلك مقولة الجاهلية حين ما نعتو القران باساطير الاولين ))
ومسالة الهجوم على الدار الالهية من قبل القوم عقيب وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله مما نقلته كتب التاريخ وسنفرد موضوع مستقل لمن ذكر تلك الحادثة ومما نقل عن المعصومين عليهم السلام باستفاضة ومما تسالم عليه علمائنا الابرار حتى عده الشيخ الطوسي من اجماعات الطائفة الحقة ...
فهل يمكن رفع اليد عن ذلك كله لشبهات قد اثيرت من قبل النواصب كثيرا وبعبارات تخالف معتقدات الطائفة
فهل صحيح ان من جاء بهم ابو بكر وعمر الى دار الزهراء كانت قلوبهم مملوءة بحب الزهراء
وهل صحيح ان الزهراء قد رضيت على الشيخين
وهل صحيح ان قبر الزهراء معروف وليس مخفي ...
ويشهد الله سبحانه اننا لا نريد هنا ان ننتقص من شخص ما بعينه ابدا بل كل همنا هو الدفاع عن مقدسات الوجود لاننا نجد اغترار البعض بهذة الكلمات ...
ان في نفي مظلومية الصديقة الطاهرة تبرئة للقوم من الاقدام على مثل تلك الجريمة الشنيعة التي لم تستطع حتى يد التحريف والتزوير ان تمنع من ظهور خيوط لها في كتب القوم تفضح تلك الزمرة الظالمة الغاشمة ...فبربك ان الخط الذي قام بتنفيذ تلك الجريمة كان هو المتحكم وبيده مقاليد السلطة وبيده كتب التاريخ فما مقدار ان يسمح له بالمرور من خلال تلك المشرحة وفي ذلك قرينة ان ما ذكر في كتب القوم هو اهون الخطب في ما جرى فعلا والذي لم يستطيعوا ان يخفوه لوضوحه وافتضاحهم ان اخفوه
كما ان في نفي تلك الحادثة تكذيبا لروايات ال محمد الدالة على حدوث تلك الماساة وقد نهانا ائمتنا من رد الاحاديث لمجرد عدم تطابقها مع ما نحمله من بعض الافكار مما يسمى بالتجديد والعصرنة وغيرها بل امرونا بالتسليم لما ورد عنهم عليهم السلام
يتبع ان شاء الله