المحور الثاني :- من ذكر حادثة الهجوم على بيت فاطمة من المؤرخين
رغم ان يد التزوير والتحريف التي طالت الحقائق التاريخية قد غيبت الكثير الكثير من الحوداث وحاولت طمسها بمختلف الاساليب فان الجاني دائما يعمد الى اخفاء كل اثر يدل على جريمته فكيف اذا كان الجاني هو من يملك مقاليد السلطة وبيده كتابة التاريخ ...رغم ذلك كله فقد افلتت بعض الموارد من تلك القبضة الحديدية لتبقى شاهدا على اكبر جريمة ارتكبت في التاريخ الاسلام
فاليكم بعض من ذكر حادثة الهجوم على دار الزهراء من مؤرخي ابناء العامة :-
1:- أخرج ابن عبد ربه الأندلسي: الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب، ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة، فقالت: يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.العقد الفريد لابن عبد ربه 4 / 259، تاريخ أبي الفداء 1 / 156
2:- وذكر الطبري الحادثة في تاريخه قائلا: أتي عمر بن الخطاب منزل علي (عليه السلام) وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة، فخرج الزبير مصلتا بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه تاريخ الطبري 3 / 198
3:- وذكر عالم المعتزلة ابن أبي الحديد الحادثة قائلا: ولما رأت فاطمة ما صنع عمر، صرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن فخرجن إلى باب حجرتها، وقالت: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله شرح نهج البلاغة 2 / 119
4:- وذكر البلاذري مصيبة الزهراء قائلا: إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة، فتلقته فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب أتراك محرقا علي بابي؟ قال: نعم وذلك أقوى فيما جاء به أبوك أنساب الأشراف 1 / 586
5:- وقال صلاح الدين الصفدي الشافعي المتوفى سنة 764 هجرية في ترجمة النظام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة، حتى ألقت المحسن من بطنها.الوافي بالوفيات 5 / 347.
6:- ولقد ذكر الحادثة ابن قتيبة الدينوري في كتابه المعارف إلا أن يد التحريف الخائنة حذفت ذلك في الطبعات الحديثة. إذ نقل ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588 ه قائلا: وفي معارف القتيبي: أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي .مناقب آل أبي طالب 3 / 407، طبع دار الأضواء.
7:- وقال الكنجي الشافعي المقتول في سنة 685 ه عن الشيخ المفيد: وزاد على الجمهور، وقال إن فاطمة (عليها السلام) أسقطت بعد النبي ذكرا، كان سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) محسنا، وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة .كفاية الطالب ص 413
فالظاهر من الروايتين أن ابن قتيبة قد ذكر الحادثة في كتابه المعارف لكن يد التحريف الخائنة حذفت ذلك! وكتبت: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير
8:-وذكر ابن حجر في ترجمة محمد بن عبد الله الواعظ البلخي قوله: بكت فاطمة يوما من الأيام، فقال لها علي: يا فاطمة لم تبكين علي! أأخذت فيئك (فدك)؟ أغصبتك حقك؟ أفعلت كذا؟ أفعلت كذا؟ وعد أشياء مما يزعم الروافض: إن الشيخين فعلاها في حق فاطمة. قال: فضج المجلس بالبكاء من الرافضة الحاضرين توفي في حضر سنة ست وتسعين وخمسمائة . لسان الميزان، ابن حجر 5 /
9:- وقال ابن حجر العسقلاني في ترجمة أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم المحدث أبو بكر الكوفي: قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ بعد أن أرخ موته: كان مستقيم الأمر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته ورجل يقرأ عليه: إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن .لسان الميزان 1 / 293، ميزان الاعتدال، الذهبي 1 / 139
اقول :- كان مستقيما عامة دهره ولكن لما وصل الامر الى كشف الحقيقة يجب ان ينتقد .
10:-وروى إبراهيم بن محمد الجويني بإسناده عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس، عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي، ترعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار. وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع (بها) بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصب حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، فتذكر انقطاع الوحي من بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى.فرائد السمطين 2 / 36
11:- وذكر المسعودي: فأقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوجهوا إلى منزله فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيدة النساء بالباب، حتى أسقطت محسنا، وأخذوه بالبيعة فامتنع وقال: لا أفعل. فقالوا: نقتلك. فقال: إن تقتلوني فإني عبد الله وأخو رسوله.إثبات الوصية، المسعودي
12:- وذكر عمر رضا كحالة: فجاءهم عمر فناداهم وهم في دار فاطمة، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة، فقال: وإن.أعلام النساء 4 / 114.
وذكر الخبر الطبري في تاريخه طبع مصر القديم،تاريخ الطبري 2 / 442 ولكن الناشر حذفه لاحقا؟
13:- وذكره الواقدي في كتاب إثبات الهداة لعلامة المحدثين صاحب الوسائل، وذكره النوفلي في الأخبار، حيث قال عروة ابن الزبير يعذر أخاه عبد الله بن الزبير: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته، كما أرهب بني هاشم عمر وجمع لهم الحطب
14:- وذكره المسعودي في أخبار عبد الله بن الزبير قائلا: فقد كان عروة بن الزبير يعذر أخاه، إذا جرى ذكر بني هاشم، وحصره إياهم في الشعب، وجمعه لهم الحطب لتحريقهم ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم، ليدخلوا في طاعته، كما أرهب بنو هاشم، وجمع لهم الحطب لإحراقهم إذ هم أبوا البيعة فيما سلف، وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا، وقد أتينا على ذكره في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان .مروج الذهب، المسعودي 3 / 77 ط. دار الهجرة
15:- وقول عروة بن الزبير بن العوام: وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا هو الذي يفسر لنا سبب إقدام الكثير من الناشرين والمحدثين على حذف حادثة الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)، كلها أو بعضها. قال المسعودي: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب، وجمعه الحطب ليحرقهم، ويقول: إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة، فتكون الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم، لما تأخروا عن بيعة أبي بكر، فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار. هذا ما ذكره المسعودي في مروج الذهب طبع الميمنية 3 / 86. وقد حذفت فقرة كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخر... الخ . من سائر الطبعات. وذكر ابن أبي الحديد المعتزلي نص المسعودي دون حذف في كتابه شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد 20 / 147.
16:- وقال المقريزي: ... وزعم (النظام) أنه (عمر) ضرب فاطمة ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنع ميراث العترة .الخطط (المواعظ والاعتبار) 2 / 346
وذكر البغدادي عن النظام قوله: أنه كان يقول عن عمر: إنه ضرب فاطمة، ومنع ميراث العترة الفرق بين الفرق ص 148.
وفي رواية أخرى: ومع أهل البيت استخدم عمر نفس الشدة فحاصرهم بالحطب وأحرق عليهم، وعندما دخلت الجماعة بيت فاطمة (عليه السلام)، دفع قنفذ الباب على فاطمة، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينها من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش، حتى ماتت، وقيل إن الضارب عمر (رضي الله عنه)هامش الملل والنحل 1 / 53 والوافي بالوفيات 6 / 17 .
والنظام هو زعيم طائفة النظامية السنية المعتزلية، واسمه إبراهيم بن سيار بن هاني النظامالملل والنحل، الشهرستاني 1 / 56. . قال الجاحظ عنه: كان النظام أشد الناس إنكارا على الرافضة شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي 20 / 32.
ومن أدلة هجوم القوم على بيت فاطمة، ما قاله العباس لعمر أثناء زيارة أبي بكر وعمر وابن الجراح له في بيته، بعد الهجوم على دار فاطمة (عليها السلام). إذ هدده عمر فقال العباس: هذا الذي قدمتموه أول ذلك وبالله المستعان .شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد 1 / 220، تاريخ اليعقوبي 2 / 125.
وفي رواية أخرى عن طريق سليم بن قيس: فاقتحموا بغير إذن (الدار)، وثار علي (عليه السلام) إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه، وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم، فكاثروه فألقوا في عنقه حبلا، وحالت بينهم وبينه فاطمة (عليها السلام)، عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت، وأن في عضدها كمثل الدملج من ضربته. ثم انطلق بعلي يعتل عتلا، حتى إنتهى به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه وخالد بن الوليد وأبو عبيده ابن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل والمغيرة بن شعبة وأسيد بن حضير وبشير بن سعد وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح.السقيفة لسليم بن قيس الهلالي 85، وقد روى أبان بن عياش كتاب سليم بن قيس. وقال سلم العلوي في أبان بن أبي عياش: يا بني عليك بأبان. وقال أيوب السختياني: ما زال نعرفه بالخير منذ كان. وقال ابن حبان: كان أبان من العباد، يسهر الليل بالقيام ويطوي النهار بالصيام، سمع عن أنس أحاديث وجالس الحسن، ميزان الاعتدال، الذهبي 1 / 10 - 14 طبعة دار المعرفة، وقد روى ابن حجر العسقلاني عن أبان بن عياش، الإصابة، ابن حجر 1 / 15 - 588، 2 / 266، 4 / 474. [/size]