[بلسم]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد كررت النصوص الاسلامية المقارنبة والملازمة بين محاسبة الانسان نفسه في الدنيا ومحا سبة الله تعالى له في الاخرة , فكلما واضب الانسان على الاشراف والتوجه والملاحضة لنفسه في الدنيا , وفر على نفسه العناء حساب الآخره , كما روي (( زنوا انفسكم من قبل ان توزنوا , وحاسبوها من قبل ان تحاسبوا)) .
ولا يتشاغل الانسان عن محاسبة نفسه ومراقبتها بملاحظة أخطاء الآخرين وثغراتهم والتحدث عن عيوبهم ومساوئهم لانه كما روي (( حاسب نفسك لنفسك فان غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك)) .
فكان لزاماً على الانسان من وضع برنامج عملي لاستغلال هذا العمر احسن استغلال , ولقد اجتهد العلماء الأعلام في وضع البرامج العملية في تهذيب السلوك والراقي بالإنسان الى مدارج الكمال وان كان هناك تفاوتها طفيفاً في طرق هذه البرامج التي وضعوها العلماء في السير نحو الله تعالى إلا انها تشترك بخطوط عريضة وهي :
1_ التوبة من جميع الذنوب والرذائل الأخلاقية والتحلي بالفضائل .
2_ المشارطة , المقصود منها هو الأشتراط على النفس وتذكيرها وتبيهها .
3_ المراقبة , وهي المواضبة ومراقبة ما اشترطه وما عاهد نفسه عليه والمحافظة على الطهارة المعنوية .
4_ المحاسبة , وهي محاسبة النفس على ما فعلته من أعمال حسنة أو قبيحة فيستزيد من الأولى ويشتغفر ويتوب من الثانية .
5_ المعاتبة والمعاقبة : هي معاتبة النفس ومعاقبتها على اخطائها وأغلاطها وهي تأتي بعد المحاسبة , لان
ولما كنا قد بينا المرحلة الأولى من مراحل تهذيب النفس وهي التوبة, وشروطها ووجوبها , وكيفية التوبة
أفردنا بحثنا هذا لمعالجته الخطوات الثلاثة بعد التوبة وهي المشارطة والمراقبة وصولاً الى المحاسبة , وسنبين هذه الطرق الثلاث بخطى عملية وبرنامج يومي وسنوي , كي يتسنى اافرد المؤمن ان يحافظ على طهارته المعنوية ولا يقول { ان تقول نفس ياحسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت امن الخاسرين }
ملاحظة:
سنكمل حديثنا في الموضوع القادم بعنوان (المشارطة)

المصادر:
1-المستدرك12/152
2-سورة الزمر:56