في منتصف ستينيات القرن الماضي تمت مجموعتان من التجارب منفصلتان: أولاهما أجريت على القرود حيث يسحب أحد القرد عتلة فإنه يحصل على طعامه لكنه توقف عن ذلك عندما وضع قرد آخر في قفص مجاور وكان يتعرض لصدمة كهربائية عندما يسحب الأول العتلة للحصول على طعامه, لم تكن الدهشة لتوقفه فقط بل لاستمراره على ذلك عدة أيام وعرض نفسه للجوع و لم يحاول سحب العتلة للحصول على طعامه!!!!!.
هل القردة تهتم بمشاعر الآخرين و تحسها و تشعر بعواطفها؟ أم هي استجابة القرد الآخر للصدمات أغضبت الأول فتوقف عن سحب العتلة؟ "لكنني اعتقد انه لم يكن ليترك نفسه يتضور جوعاً كما في التجربة التي أشار العلم إليها", أم هل هو الخوف من التعرض لنفس الموقف ولكن بعكس الأدوار فيكون هو من يتعرض للصدمة؟ .
المثير جداً والمرعب في نفس الوقت في هذا الفصل لم يكن ما سبق بل ما أجراه عالم النفس Stanly Milgram من تجارب مماثلة على البشر ونشرها في كتابه Obedience to Authority طاعة السلطة الذي نشر عام 1993م, الذي يتعرض للصدمة كان يمثل و لكن الخاضع للتجربة كان يكرر ذلك ( لم يكن سحب العتلة في تلك التجربة للحصول على الطعام بل طاعة لرجل السلطة الذي هو من يدير التجربة) قلت كان يكرر ذلك رغم رد الفعل المأساوي الذي كان يمثله ببراعة من يتعرض للصدمة.
يقول المؤلف لو قدر و جاء زائر من المريخ لأستنتج أن القرود تتقمص مشاعر الآخرين وتهتم بها بينما لا يفعل الإنسان ذلك.
الإنسان يحس بمشاعر الآخرين و عواطفهم وآلامهم وأن يفكروا بشكل منطقي في عواقب أفعالهم و لكن آه من لكن هذه يبدو أنهم لا يهتمون بذلك و يتجاهلونه, أم تراه عكس ما نظن أنفسنا؟!!!!!! أي أننا لا نحس مشاعر الآخرين, أم أن من خضع للتجربة (الأشخاص) كانوا نماذج شاذة؟ تتكرر كثيراً في التاريخ " حروب الإبادة العرقية, القتل بدم بارد, و حروب التاريخ الظالمة الكثيرة...الخ