[أبو يوسف التميمي ...]

مهلاً أيها المُتاجرون بدماؤنا
مهلاً يا من صعدتم على أكتافنا ووصلتم الى ما وصلتم إليه من عز وسلطان بسبب تضحياتنا !!
مهلاً أيها الكُتّاب المُنظّرون الذين قتلتمونا بمداد أقلامكم وما تخُطّهُ أيديكم ألف مرة ومرة
هذه إحدى الأمهات المثكولات بفلذات أكبادها بالعراق
تُلوح بقبضة يدها وتُغمِضُ عينها وتجذُبُ حسرة من شدة قهرها
لا تستفزوها هي وآلاف الثكالى مثلُها
فلو إنها رفعت كفّيها الى باسط الأرض ورافع السماء
لساخت الأرض بكم
فو الله ما هي بأهون من فصيل ناقة صالح !!

أنا أكتب هنا بعدما شاهدتُ بأم عيني الكثير من هؤلاء الأُمهات ممن يلوذُ بهن أفواجاً من الأيتام والأرامل ..
يفترشون الأرض ويلتحفون بالسماء !!
بيوتهم من طين مُتهالك أو صفيحٌ وتنك !!
لا ماء ولا كهرباء ولا دراسة ولا رعاية صحية ولا راتب ولا رعاية إجتماعية
تنكّرت لهم حكومات الديمقراطية الحديثة وتنكر لهم حتى المقربون ممن ينتمون معهم لنفس الطائفة من مسئولي هذا الزمان
أما البعض الآخر منهم فهم أيتام وآباؤهم على قيد الحياة !!
أرامل وأزواجهُن على قيد الحياة !!
أمهاتُ ثُكالى وأبناؤهُنّ على قيد الحياة !!
ولكنهم مُغيبون !!
مأسورون !!
مسجونون !!
لا لسبب سوى إنهم قاتلوا وقاوموا المُحتل الأمريكي الغاصب للعراق والناهب لخيراته !!
وهم بريئون من دماء العراقيون كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ..
لم يسرقوا ولم يقطعوا الطريق ولم يرتكبوا أي جناية أو جُرم يستحق السجن والعقوبة ..
هم بالآلاف يتألمون ويتأوهون في غياهب السجون ...
ينتظرون نصرتهم ولو بكلمة !!
إنهم أبناء التيار الصدري المُجاهدين النجباء ..
يا ترى ما الذي يمنع إصدار العفو عنهم و إطلاق سراحهم ؟؟
إنه نفسه الذي يُعيد المئات من ضباط البعث البائد الصداميون من أبناء تكريت والموصل والأنبار الى وظائفهم ليتحكموا من جديد بالبلاد والعباد !!!
ونفسه الذي نقف بوجهه اليوم لنرفعُ الغطاء عنه ونُشارك بسحب الثقة منه لِيُصار الى عزله !!
فهل وصلت الرسالة أم على قلوبٍ أقفالُها ؟؟؟