عن إبن عباس رضي الله عنه قال : جاءت إمرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله شيئاً ، فقال : تعودين ، فقالت : يا رسول الله إن عدت فلم أجدك - تعرض بالموت - ، فقال : إن جئت فلم تجديني فأتي أبا بكر فإنه الخليفة بعدي "
اقول :
يحاول ابن عبد الوهاب بهذا الحديث الموضوع ان يثبت للسذج من اتباعه ومن المغفلين الاخرين ا ن ابا بكر هو خليفة للنبي صلى الله عليه واله وسلم بمشروعية رسمية وفقا لهذا القول المزعوم ( فانه الخليفة من بعدي ) وقبل ان نناقش صحة الحديث احب هنا ان اسلط الضوء على قضية مهمة جدا ، وهي اذا كان ابو بكر بالوصية يكون خليفة فلماذا اذن ذلك المؤتمر الديمقراطي الانتخابي والتصويت المشبوه الذي اجراه زعماء الفلتة بقيادة عمر فيما يعرف بمؤتمر السقيفة ؟ لماذا لم يشهد ابن عباس على هذه الواقعة وذلك الحديث ويحسم الامر دون الاضطرار الى تقبل الراي والراي الاخر ؟
والاهم من هذا وذاك .. ان كان ابن عباس هو الراوي لهذا الحديث وقد سمعه باذنيه .. اذن على اتباع ابن عبد الوهاب ان يجيبوني على هذا السؤال :
هل وافق بن عباس على مبايعة الخليفة ابيي بكر ؟؟
اذا كان وافق وبايع فاريد الدليل واذا كان من الممتنعين فاما ان تسقط عنه العدالة ويخرج من دائرة العصمة ويكون مرتد مخالف عاص .. واما ان يكون هذا الحديث لا اصل له ولم ينقله ابن عباس .. وهذا كله مختصر الراي بخصوص المتن وهناك شبهات اخرى تطيح بمتن الحديث منها اخبار عمر بانه لن يوصي لان النبي لم يوصي وغيرها الكثير .
اما بخصوص السند فاقول :
اخرج هذه الحديث مع الزيادة ( فانه الخليفة من بعدي ) كل من : ابن عساكر في تاريخ دمشق و الاصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة السنة .. وكلاهما عن عبد الله بن عباس . كما اود الاشارة الى انه قد ذكرت الكثير من مصادر القوم هذا الحديث دون هذه الزيادة . وطالما ان موضوعنا هو مناقشة ما احتج به ابن عبد الوهاب من شان الخلافة نحقق في هذا الحديث للفائدة ورده على من اعتقد بصحته قائلا بعد الحمد لله رب العالمين :
السند :
1- الوراق وهو حسب برنامج موسوعة الحديث ضعيف ، وقال فيه ابو جعفر العقيلي لا يتابع على حديثه .
2- يحيى بن كثير وهو مجهول ..
3- عطاء بن السائب : قال شعبة: ثلاثة في القلب منهم هاجسٌ: عطاء بن السائب ويزيد بن أبي زيادٍ ورجل آخر، وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديما فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيءٍ.
قال: وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها.
وقال وهيب: لما قدم عطاء البصرة قال: كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا، ولم يسمع من عبيدة شيئا، وهذا اختلاط شديد.
وقال شعبة أيضا: حدثنا عطاء بن السائب ـ وكان نسياً ـ وقال ابن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف، ومثله عطاء بن السائب، وجميع من سمع من عطاءٍ بعد الاختلاط (التقييد والإيضاح: 423 ـ 424.) .
وذكر العجليّ: أن عطاء بآخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث، لأنه كان غير صالح الكتاب، وقال أبو حاتم: في حفظه تخاليط كثيرة، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين ورفعها إلى الصحابة، وقال الدارقطني في (العلل): اختلط ولم يحتجوا به في الصحيح، ولا يحتج من حديثه إلا بما رواه الأكابر، شعبة والثوريّ ووهيب ونظراؤهم (تهذيب التهذيب: 4/131 ـ 133. )
4- احمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي وقد كذبه الذهبي وقال عنه محمد بن طاهر القيسراني انه حدث عن الثقاة الاباطيل .
السند :
1- ابو بكر زنبور وهو ضعيف جدا حيث قال فيه الحسن بن محمد الخلال كان ضعيف جدا والخطيب البغدادي قال ضعيف جدا ،وعبيد الله بن احمد الازهري قال ضعيف وعنه قال محمد بن علي بن احمد بن الحارث انه كان ضعيف جدا .
2- ابو بكر محمد بن السري وهو من قال فيه الذهبي يروي المناكير والبلايا ليس بشيء . وقال عنه ابن الجوزي ابو الفرج انكروا عليه بعض ما روى .
وهذا الحديث متصل بعطاء ايضا وقد مرت ترجمته في الحديث السابق .
3- يحيى بن كثير وهم مجهول الحال
وبهذا يكون الحديث ساقط سقوط ناقله
كما سقط القناع بذلك عن ابن عبد الوهاب الكذاب