بسمه تعالى
صحيح البخاري - كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ - سُورَةُ الْبَقَرَةِ - بَاب قَوْلِهِ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا
4211 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ - ص 1629 - بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ لَا أَدَعُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا .
~~~~~~~~~~~~~~~~
تعليق د. مصطفى ديب البغا على صحيح البخاري الجزء 4 الصفحة 1628
[ ش ( أقرؤنا ) أجودنا قراءة للقرآن ) ( أقضانا ) أعلمنا بالقضاء
~~~~~~~~~~~~~~
مسند أحمد بن حنبل بتعليق شعيب الأرنؤوط الجزء 5 الصفحة 113
21123 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب يعنى بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال :قال عمر علي أقضانا وأبي أقرؤنا وإنا لندع من قول أبي وأبي يقول أخذت من فم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا أدعه والله يقول { ما ننسخ من آية أو ننسها }
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
~~~~~~~~~~~~~~
سنن بن ماجه بتعليق الألباني على الأحاديث الجزء 1 الصفحة 55
154 - حدثنا محمد بن المثنى . حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد . حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك
: - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر . وأشدهم في دين الله عمر . وأصدقهم حياء عثمان . وأقضاهم علي بن أبي طالب . وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب . وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل . وأفرضهم زيد بن ثابت . ألا وإن لكل أمة أمينا . وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )
[ ش ( وأفرضهم ) أي أكثرهم علما بالفرائض ] .
قال الشيخ الألباني : صحيح
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - الملا علي القاري الجزء 17 الصفحة 474
( وفيه أي في هذا المروي وأقضاهم علي أي أعلمهم بأحكام الشرع قاله شارح والأظهر أن معناه أعلم بأحكام الخصومة المحتاجة إلى القضاء )
~~~~~~~~~~~~~~~~~
حاشية السندي على سنن ابن ماجة الجزء 1 الصفحة 140
قَوْله ( وَأَقْضَاهُمْ )
قِيلَ هَذِهِ مَنْقَبَة عَظِيمَة لِأَنَّ الْقَضَاء بِالْحَقِّ وَالْفَصْل بَيْنه وَبَيْن الْبَاطِل يَقْتَضِي عِلْمًا كَثِيرًا وَقُوَّة عَظِيمَة فِي النَّفْس
~~~~~~~~~~~
تاريخ أبى الفداء الملك المؤيد إسماعيل بن أبي الفداء الجزء 1 الصفحة 281
(( .. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه في غزوة حنين : لأبعثن الراية غداً مع رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وقوله صلى الله عليه وسلم له : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) وقال عليه السلام ( أقضاكم علي ) والقضاء يستدعي معرفة أبواب الفقه كلها بخلاف قوله : ( أفرضكم زيد ) وأقرأكم أبي ولم يبن علي بناء أصلاً وكان قد ضاع لعلي درع فوجده مع نصراني فأقبل به إِلى شريح القاضي وجلس إِلى جانبه وقال : لو كان خصمي مسلماً لساويته وقال : هذه درعي فقال النصراني ما هي إلا درعي فقال شريح لعلي : ألك بينة فقال علي لا وهو يضحك .
فأخذ النصراني الدرع ومشى يسيراً ثم عاد وقال : أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ثم أسلم واعترف أن الدرع سقطت من علي عند مسيره إِلى صفين ففرح علي بإسلامه ووهبه الدرع وفرساً .
وشهد مع علي قتال الخوارج فقتل رحمه الله تعالى .
وحمل علي في ملحفته تمراً اشتراه بدرهم فقيل له : يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك فقال : أبو العيال أحق بحمله .
وكان يقسم ما في بيت المال كل جمعة حتى لا يترك فيه شيئاً ودخل مرة إلى بيت المال فوجد الذهب والفضة فقال : يا صفراء اصفري ويا بيضاء ابيضي وأغري غيري لا حاجة لي فيك .
وقصده أخوه لأبيه وأمه عقيل بن أبي طالب يسترفده فلم يجد عنده ما يطلب ففارقه ولحق بمعاوية حباً للدنيا وكان مع معاوية يوم صفين فقال له معاوية يمازحه : يا أبا يزيد أنت اليوم معنا ..))
~~~~~~~~~~~~
التيسير بشرح الجامع الصغير - المناوي - الجزء 1 الصفحة 271
(( . ( وأقضاهم عليّ ) بن أبي طالب أي هو أعرفهم بالقضاء بأحكام الشرع والعلم هو مادّة القضاء
( وأفرضهم ) أي أكثرهم علما بقسمة المواريث ( زيد بن ثابت ) الأنصاري أي أنه سيصير كذلك بعد انقراض أكابر الصحب وإلا فعليّ وأبو بكر وعمر أفرض منه))
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
و أقول :
بناءاً على ما سبق نقول إذا كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أقضاهم بما فيهم أبو بكر و عمر وأعلمهم بمسائل الفقه فلماذا لم يأخذوا بحكمه و رأيه عندما طلب حق الزهراء عليها السلام ؟
لا بد أنه عرض المسألة على القرآن و السنة النبوية و علمه بالفقه و حكم بها بأن للزهراء حق
فتوجهه للمطالبة بهذا الإرث و الحق
فهذه المسألة مسألة فقهية بحتة و باعتراف عمر بلسانه قال أن ( أقضانا علي )
فلماذا لم يقبلوا بحكم الإمام علي بهذه المسألة ..؟
و لم يطالب به مرة واحدة بل طالب به بحياة الزهراء و بعد رحيلها و استشهادها ..
فكيف يستقيم كون الإمام علي أقضاهم و يقضي بأن الزهراء لها حق و طالب به و هم يقولون أنه ليس حقاً لها ..؟؟
فهم جعلوا أنفسهم أقضى منه و أعلم رغم تصريح رسول الله بأن الامام علي هو أقضاهم و عمر يعترف بلسانه و يقول أقضانا علي ... ؟؟
طالما اعترفوا بأن أمير المؤمنين هو أقضاهم و أعلمهم فلماذا لم يرضوا لما حكم فيه بأن للزهراء حق و طالب به ..؟
أليست هذه معارضة صريحة لشهادة شهدها رسول الله و المفارقة عمر بنفسه يعترف بها ..؟؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفة لابد من الرد عليها حتى لا يضللون بها القراء و هي قول النووي هذا :
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - الملا علي القاري الجزء 17 الصفحة 474
((قال النووي في فتاويه قوله أقضاكم علي لا يقتضي أنه أقضى من أبي بكر وعمر لأنه لم يثبت كونهما من المخاطبين وإن ثبت فلا يلزم من كون واحد أقضى من جماعة كونه أقضى من كل واحد يعني لاحتمال التساوي مع بعضهم ولا يلزم من كون واحد أقضى أن يكون أعلم من غيره ولا يلزم من كونه أعلم كونه أفضل يعني لا يلزم من كونه أكثر فضيلة كونه أكثر مثوبة كذا في الأزهار وفيه بحث لأن المدار عندنا على الظاهر إذ لا نطلع نحن على السرائر )) انتهى
و أقول :
عمر بلسانه قال أقضانا أي صنف نفسه من ضمن المخاطبين و ليس كما يريد النووي تضليل الناس
كما أن رسول الله قال أقضاهم أي كلهم و لم يخص جماعة دون جماعة ...
أما كلامه الباقي فما هو إلا محاولة للاستنقاص من فضل أمير المؤمنين حيث وجه كلامه للامام علي و لفضله دون غيره لنه شعر بأن هذه الفضيلة تأثر على أبو بكر و عمر و تقلل من " قضائهم " و كلامه مردود ... من ذلك فليتأمل اللبيب ..
~ كربلائية حسينية ~