[ناصر الحسين]

بسمه تعالى ،،،



ورد في المنتخب من علل الخلال ص206 و207:

( وسمعت أبا عبداللهُ -يعني أحمد بن حنبل-، ذُكر له: عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب"

فأكره إنكار شديداً.

قلت لأبي عبدالله: رواه ابن الحماني فأنكره الناس عليه، فإذا غيره قد رواه.

قال: من؟

قلت: ذاك الحراني أحمد بن عبدالملك.

قال: هكذا ! كأنه يتعجب.
ثم قال: أنت سمعته منه؟
قلت: سمعته وهو يقول في هذا. قلت له: إن ابن الحماني قد رواه. قال: فما تنكرون عليَّ، وقد رواه الحماني؟! ولم يحدثنا به )






قلتُ: فيكون الإسناد حينئذ كالتالي


( أبو بكر الخلال، عن أحمد بن عبد الملك الحراني و ابن الحماني، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة .. به )




هذا سند رجاله ثقات كلهم من أهل السنة غير الحماني وهو متهم ولا يضر بعد متابعة الحراني وهو ثقة

ولهما متابعة ثالثة صالحة عند الحاكم في المستدرك قال من طريق (محمد بن أحمد المحبوبي ، عن محمد بن معاذ ، عن أبي حفص عمر بن الحسن الراسبي ، عن أبي عوانة... فذكره بمثله) والراسبي هذا لم يضعفه أحد من المتقدمين وروى عنه جماعة من الثقات فهو (مقبول) على مصطلح ابن حجر أي لين ، ويطلق عليه (مجهول الحال) فهو صالح في المتابعات


وأبو بشر هو جعفر بن إياس من أثبت الناس في سعيد بن جبير





بقي الكلام على سماع سعيد من عائشة حيث الذي أثبتوه هو أنه لم يسمع منها

لكن هذا لا يضر فإن مراسيل سعيد قد أثنى عليها يحيى القطان وقدمها على مراسيل مجاهد الممدوحة كما في شرح علل الترمذي

وفي رواية الآجري عن أبي داود تقديم مرسلات سعيد على مرسلات إبراهيم وهذا الأخير كان يصحح مراسيله أحمد ويحيى بن معين وادعى ابن عبد البر الإجماع على صحتها.. فتأمل !



ثم إنه ليس في شيوخ سعيد بن جبير على ما ذكرهم المزي رجل متهم أو ضعيف بل كلهم ثقات وجلهم من الصحابة .. فتدبر



ثم إنه قال أحمد كما في العلل ج3-ص284:
(لا أراه سمع منها، عن الثقة، عن عائشة )


فدل هذا على أن السقط بينه وبين عائشة .. ثقة





والحمد لله



رحم الله الشيخ المفيد ما سلم أهل البدع منه ولا سلم أهل البدع من جده سعيد بن جبير رحمه الله