[السيد محمد بحرالعلوم]

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز عندما تكون المقارنة مع إقليم كردستان يجب ملاحظة التاريخ والمدة الطويلة التي قضاها الإقليم في الحكم الذاتي ثم فترة التسعينات التي لم يكن للنظام سيطرة على الإقليم، وحصلوا فيها على دعم ومساعدة المحيط الإقليمي والدولي، مضافا إلى معاناتهم في تلك الفترة المعاناة الشديدة من القتال الأخوي وغيره، وعلى كل حال تلك الفترة الزمنية التي تقارب العشرين عاما اكسبتهم خبرة طويلة من مجالات إدارة الإقليم وكيفية الاستفادة من ثرواته، مع وجود الحد المطلوب من التجانس بين قياداته وتوحيد مطالبهم حول قضية قومية تحفظ لهم وحدتهم.
أما نحن في الوسط والجنوب فقد خرجنا بسقوط النظام من حالة الفوضى والكبت السياسي والخدماتي التام إبان ما يقارب ثلاثة عقود، وهل تظن ان العمران والتجانس المطلوب بين أفراد المجتمع وقياداته يمكن أن يتحقق بين يوم وليلة، أو في فترة قصيرة، لقد حاولنا في مدة مجلس الحكم أن نحفظ هذا الانسجام وهذه الوحدة ومنع الخروقات والقتال الأخوي بين فئات المجتمع، وقد أعددنا الخطط اللازمة من أجل أن يبتدأ النهوض بالبنى التحتية لهذه المناطق، لكن الفترة التي قضيناها في مجلس الحكم كان جل همنا لوضع الأساس القانوني المتين لمشاركة الشعب في كتابة الدستور والتهيئة للانتخابات. وقد تركت المباشرة في المناصب التنفيذية وغيرها اعتمادا على فسح المجال أمام الشباب والقيادات لتولي دورها في اعادة الإعمار، وهذا لا يعني انا تركنا توجيه النصح والإرشاد، بل اللوم على ما نجده من عيوب وإهمال، وأنا اؤيدك ان ما تحتاجه محافظا الوسط والجنوب أكثر مما هو مبذول إلى الآن، لكني على أمل أن تستطيع القوى الشابة الخيرة أن تنهض بمدنها وتستلم زمام المبادرة وتستغل الفرص التي تتاح لها لاختيار قادة لهم القدرة على انعاش هذه المناطق والقضاء على حالة البؤس والشقاء التي نشاهدها بين الحين والآخر.