يسعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يقوم الاحد بزيارة مفاجئة الى بغداد الى حث لحث القادة العراقيين على مزيد من التعاون بشأن النزاع في سوريا.
وتعد هذه الزيارة التي تستمر يوما واحدا الاولى التي يقوم بها كيري منذ تسلمه منصبه، وسيشدد خلالها على قلق واشنطن ازاء احتجاجات العرب السنة في محافظات العراق الغربية التي تتواصل منذ عدة اشهر، ما قد يعطي مساحة لاستغلالها من قبل الجماعات المسلحة بما في ذلك تنظيم القاعدة.
وتأتي الزيارة بعد ايام من الذكرى العاشرة لغزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة واطاح بنظام الرئيس المخلوع صدام حسين، في سعيها الى ارساء ديموقراطية مستقرة في هذا البلد لكن بدلا من ذلك تركت البلاد تصارع العنف ونزاعات سياسية دون توقف.
وتعد الزيارة الاولى لوزير خارجية اميركي منذ زيارة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لبغداد في نيسان/ابريل 2009.
والتقى كيري ظهرا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وسيلتقي لاحقا رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي.
وقال كيري لدى لقاءه المالكي ان "ما تحقق شيء جيد، ومن الجيد رؤيتك مرة اخرى".
واضاف "لاحظت ان الامور اهدأ مما كانت عليه في المرة الاخيرة التي كنت فيها هنا" في اشارة لما كان عليه العراق خلال اخر زيارة لكيري عام 2006، حين كانت تشهد البلاد موجة عنف دامية. بدوره رد المالكي "ان شاء الله".
وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن ايران التي تقوم بارسال معدات عسكرية عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية تقول عنها طهران انها تحمل امدادات انسانية فقط.
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قال سابقا رافضا الكشف عن اسمه ان كيرى "سيتحدث بشكل مباشر جدا مع رئيس الوزراء المالكي عن اهمية وقف الطلعات الجوية الايرانية وعبورها عبر العراق، او على الاقلر تفتيش كل رحلة منها".
واضاف ان كيري "نفسه، كوزير للخارجية، على قناعة بانها تشمل نقل مقاتلين واسلحة (...) هذا خطر على العراق" متهما ايران بارسال رحلات يومية تقريبا الى سوريا.
واعلنت بغداد عن قيامها بتفتيش رحلتين في طريقها من ايران الى سوريا في تشرين الاول/اكتوبر 2012، ولكن مراسل لنيويورك تايمز ذكر في كانون الاول/يسمبر بانه يبدو ان ايران تلقت بلاغا من مسؤولين عراقيين حول توقيت عمليات التفتيش مما ساعد في تجنب كشف ما تقوم به.
وما تزال ايران حليفا ثابتا لنظام الاسد على الرغم من ارتفاع عدد ضحايا الصراع الذي اندلع منذ اذار/مارس 2011، في سوريا الى اكثر من سبعين الف قتيل، بحسب تقديرات الامم المتحدة.
كما سيحث كيري الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة للتعامل بشكل افضل مع احتجاجات العرب السنة التي انطلقت منذ كانون الاول/ديسمبر بدعوى استهدافهم من قبل السلطات.
وسيحث كيري على وجه الخصوص، رئيس الوزراء نوري المالكي على اعادة النظر بقرار تاجيل انتخابات مجالس المحافظات في نينوى و الانبار، والتي من المقرر ان تجري في 20 نيسان/ابريل والذي وصفه مسؤول في الخارجية الاميركية على انها "نكسة خطيرة".
وسيدعو كيري في الوقت ذاته، رئيس البرلمان العراقي القيادي في القائمة العراقية التي انسحب وزرائها من حكومة المالكي، للعودة الى الحكومة.
وبحسب المسؤول الاميركي فان "وزير الخارجية كيري سيبحث مع المالكي اهمية الحوار مع جميع مكونات المجتمع العراقي، ومع السنة من اجل التوصل الى افضل السبل للتصدي للتهديدات الارهابية الخطيرة جدا التي تقلق جميع العراقيين".
وحذر دبلوماسي غربي الشهر الجاري من ان واشنطن "قلقة من الفراغ وان تستغل القاعدة (الاحتجاجات في المحافظات السنية) وتلعب على اثرها دورا فيها".
وتاتي زيارة كيري وسط معلومات تحدثت عن تراجع النفوذ الاميركي في العراق وبالخصوص بعد مرور نحو عام من الانسحاب الاميركي في كانون الاول/ديسمبر 2011، ومخاوف من تنامي نفوذ ايران.
وتعد البعثة الدبلوماسية الاميركية هي الاكبر على مستوى العالم في بغداد، فيما يشكك مسؤولون اميركيون بالدور الذي تلعبه واشنطن في العراق.
وكان السفير الاميركي السابق في بغداد راين كروكر قال في كلمة له امام مجلس "كارنيغي" في واشنطن في 21 اذار/مارس ان "نفوذنا تضاءل على العراق بعد الانسحاب الكامل للقوات الاميركية".
واضاف "لقد حان الوقت للدخول بجدية وبطريقة مستدامة وعالية المستوى من خلال الانخراط وممارسة نفوذا اكثر على جميع الاطراف".
وتاتي زيارة العراق في اخر محطة لوزير الخارجية الاميركي في زيارته التي شملت اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن وجميعها الى جانب الرئيس الاميركي باراك اوباما.
..