قالوا في تفسيرهم حول آية التطهير و نسبتها الى امهات المؤمنين
والمعنى : ما يريد الله لكن مما أمركن ونهاكن إلا عصمتكن من النقائص وتحليتكن بالكمالات ودوام ذلك ، أي لا يريد من ذلك مقتا لكن ولا نكاية . فالقصر قصر قلب كما قال تعالى ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم . وهذا وجه مجيء صيغة القصر بإنما . والآية تقتضي أن الله عصم أزواج نبيئه - صلى الله عليه وسلم - من ارتكاب الكبائر وزكى نفوسهن .
وأهل البيت : أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحدا شك في ذلك ولم يفهم منها أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - و التابعون إلا أن أزواج النبي - عليه الصلاة والسلام - هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهن .
الكتب » التحرير والتنوير » سورة الأحزاب »
قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
قال العسقلاني في تبريره بشاعة آخلاق عائشة و تبريرها بالغيرة كعادة اهل السنة
قلت : الغيرة محققة بتنصيصها ، والشباب محتاج إلى دليل ، فإنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي بنت تسع وذلك في أول زمن البلوغ ، فمن أين له أن ذلك القول وقع في أوائل دخوله عليها وهي بنت تسع . وأما إدلال المحبة فليس موجبا للصفح عن حق الغير ، بخلاف الغيرة فإنما يقع الصفح بها لأن من يحصل لها الغيرة لا تكون في كمال عقلها ، فلهذا تصدر منها أمور لا تصدر منها في حال عدم الغيرة ، والله أعلم .