إن الطريق إلى الله -عز وجل- طريق معاكس لطبيعة النفس: فالمُتقرَّب إليه غير مرئي.. والتودد والتقرب إلى جمالٍ غير محسوس، قد لا يولّد الدافعية للعمل؛ وهذه قضية ليست مزاجية!.. فأهل الحب المجازي يعشقون؛ لأنهم يرون شيئاً، ويسمعون شيئاً؛ بينما المحبوب المطلق -وهو الله تعالى- خارج دائرة الحواس، وما اعتاد الإنسان أن يحب شيئاً لا يراه ولا يحسه؟!.. أضف إلى ذلك بأن الطريق إلى الله -عز وجل- محفوف بالنواهي؛ وهذه كلها تشكل عقبات في سبيل الوصول إليه.. فمن هنا لزم على الإنسان أن يتشبه ابتداءً بسيرة الصالحين والسالكين، ويعيش الوجود الإلهي في كل حركاته وسكناته، والبقية تأتي من الله تعالى!.. إذ يفتح قلبه لكل هدى، ومصداق ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾؛فالبداية كانت من الفتية، والبقية كانت من الهادي!.