من نداء الإمام الخميني قدس سره بمناسبة يوم القدس ــ بتاريخ 16/8/1979 ميلادي
" لو كان المسلمون متحدين معا، لاستطاعوا اغراق إسرائيل، فيما لو تولى كل واحد منهم قذفها بسطل من الماء، ومع ذلك فإنهم عاجزين أمامها.
المشكلة هي فرقتهم ، وهم يعرفون هذه الحقيقة ، فلماذا لا يلجأون إلى علاجها الحاسم ، والذي يتمثل بالاتحاد والاتفاق فيما بينهم ؟ ولماذا لا يحبطوا المؤامرات التي يحيكها الاستعمار بهدف تضعيفهم .
إننا نتساءل.. متى يحل هذا اللغز، وأين يكمن حله ؟ ومن الذي يتولى إحباط هذه المؤامرات؟ هل هناك طرف آخر غير الحكومات الإسلامية والشعوب المسلمة ؟! " .
من حديث الإمام مع وزير الخارجية السوري ــ بتاريخ 19/8/1979 ميلادي
" إنني أتمنى أن يتشكل حزب، باسم حزب المستضعفين في جميع أنحاء الدنيا، وان ينضم إليه جميع المستضعفين في العالم، لتزول المشاكل والعقبات التي تقف في طريق تقدمهم، وينتفض عبره المستضعفون لمواجهة المستكبرين والغزاة الشرقيين والغربيين، وبذلك سوف لن يسمحوا باستمرار ظلم المستكبرين لهم، و ينطلقوا ليحققوا نداء الإسلام والوعد الذي قطعه لهم، بوراثتهم للأرض وتحكيمهم فيها .
لقد كان المستضعفون ولازالوا متفرقين، ولا يمكن تحقيق أي خطوة مع وجود الفرقة . اليوم وقد تحقق نموذج واحد من تلاحم المستضعفين ، في احد أقاليم المسلمين ، فينبغي أن يتحقق مثل هذا النموذج ، في جميع القطاعات الإنسانية المختلفة، و بشكل أوسع وأشمل من الوقت الحاضر، والذي يمكن أن يتم ذلك، عبر تشكيل "حزب المستضعفين" ، الذي يجسد مفهوم "حزب الله" [3] ، وهو ما يتوافق مع ارادة الله سبحانه وتعالى، التي تتحدث عن وجوب وراثة المستضعفين للأرض .
وليعمل المستضعفون على رفع مكانتهم، عن طريق تلاحم الأيدي والارادة المتينة والشاملة، ولتحل المعضلات والمشاكل التي تواجه الشعوب في أي مكان من العالم، عن طريق حزب المستضعفين هذا.
لابد لي.. أن أقولها بمرارة، بأن الحكومات والشعوب الإسلامية، وبالأخص الحكومات والشعوب العربية، قد ارتكبت خطأ، مثلما ارتكبنا نحن أيضاً خطا في إيران.
إن الخطأ الذي ارتكبه جميع المسلمين، و بالأخص الحكومات والشعوب العربية، هو أنهم أتاحوا الفرصة منذ البداية لاسرائيل في الوجود، حيث إن المصالح والنوازع الفردية للحكومات، قد شكلت حائلا دون وأد إسرائيل في مراحل وجودها الأولى، و بالتالي سمحوا لها باكتساب القوة اللازمة للمواجهة. وللأسف الشديد، فان المصالح الشخصية للرؤساء العرب، قد وقفت دون الاستجابة الخالصة لنصائحنا، التي صرحنا بها منذ ما يقارب العشرين عاما، ودعوناهم فيها إلى الاتحاد والوحدة بوجه إسرائيل.
لقد أتاحوا الفرصة لاسرائيل في الوجود، إلى الحد الذي وصلت فيه الأمور إلى ما وصلت إليه الآن، حيث نراها اليوم، قد مدت يدها العدوانية الآثمة، لكي تحرق جنوب لبنان، بعد أن أضحت فلسطين في عداد المنتهيات. نحن قلنا وكررنا دوما، بان إسرائيل (جرثومة الفساد) سوف لن تكتفي بالقدس، ولا ببيت المقدس، ولو أتيحت لها الفرصة المناسبة فإنها ستهدد جميع الأقطار الإسلامية.
لابد من اصلاح وتلافي الأخطاء السابقة، وذلك باتحاد المسلمين وتشكيل حزب المستضعفين لمواجهة المستكبرين، وعلى رأسهم أمريكا الآثمة وصنيعتها الفاسدة إسرائيل.
لقد كان خطأ، ارتكبته الأقطار الإسلامية، و بالأخص العربية، ولابد من تلافي واصلاح هذا الخطأ ".
[3] إن هذا الكلام الإلهي الذي تفوه به قائد المستضعفين الإمام الخميني، يجسد في ذهن الإنسان مضمون هذه الآية المباركة { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين }.