أشباه ونظائر...
قبل الخوض في مقالي المتواضه هذا أود أن ألفت الإنتباه إلى أنني تحررت من
ربق العبودية والإملاءوعاطفة التعصب الأعمى والشخصنة مع توسط في عرض
الرؤى دون إفراط أو تفريط ؛ فالحقائق التأريخية والواقع الإنساني المعاش والأثر
والبصمات المدونة على الأرض ستحكي نفسها بنفسها ...
عندما حث الرسول ص اتباعه في الدين الإسلامي في أول الدعوة الرسالية
للهجرة إلى الحبشة قال :- ( اذهبوا إلى الحبشة فأن فيها ملكاً لايظلم عنده
أحد ) كانت شهادة معصوم بنفي الظلم عن ملك غير مسلم مع ظلم قريش
لأبناء جلدته "دماء وعروبة" ؛ وقد حذر القرآن الكريم الرسول ص من المنافقين
بل دعاه سبحانه للبراءة منهم وفيهم صحابته ؛ وقد أكدت السنة النبوية على
وجودهم ؛ بل أن الرسول ص طلب حيال وفاته كتابة كتاب لا يضل المسلمين
بعده ... ولكن ماذا حصل بعد ذلك ؟!... رُفض كتاب رسول الله في القضاء على
الضلالة وعُد الصحابي عادلا ًللصحبة فقط وشرعت اعماله بالاجتهاد في خطأ
وصواب مع أجر للخطأ وأجرين للصواب؛ونظر للحاكم على أنه الولي للأمر واجب
الطاعةوعُملت القيادات المسلمةعلى أنها شخصيات تأريخية لاينظر لمافعلته
من قبائح ومثالب قبالة منجزات ومواقف وبطولات ومجاهدة ...
كل ذلك والتأريخ يسجل كل شيء كما سجل ودون الحضارات والعمـــــــران
والرسالات ودون المنجزات والمواقف والبطولات والمجـــــاهدات دون مع ذلك
القبائح والمثالب للإنسانية جمعاء أشباه ونظائر ... سنخوض معكم في هذه
الأشباه والنظائر والتي تجمع البشر في خانة واحدة برغم المباديء والقيم
والمثل العليا وبحشد القبائح والمثالب ... فهذا صلاح الدين الأيوبي القائد
المحرر الهمام الذي يتنادى به المهللين للمباديء والقيم والمثل العلياوالذين
يتبجحون بالعدالة والصلاح سجل له التأريخ إبادته للفاطميين وحرق مكاتبهم
وتدمير قلاعهم وإلغاء مدارسهم ومنها الأزهر الذي دفن فيه الذكر للمذهب
الشيعي المؤسس له وابيحت المذاهب الأربعة الأخرى التي اعتاشت على
أصله الجعفري الأصيل وفعل من تصدى للقيادة في عصورنا القربية باسم الدين
والبطولةوالثورة والصلاح أفعاله أشباه ونظائر كمحمدعلي باشاوجمال
عبد الناصروصدام حسين ومن جاء بعد صدام حسين بألقاب كعزيز العراق
والصدر الثالث ومختار العصر ... ألخ
أما الغرب في الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ( روسيا حاليا ً) وفرنسا
وبريطانيانجد التأريخ قد دون القبائح والمثالب مع المواقف والبطولات ومباديء
حقوق الإنسان ومنظمات الدعم بالمال والطعام والمأوى ؛ كإبادة الهنود الحمر
في القارة الجديدة أمريكا وكالسعي لإحتلال العالم بعد الثورة الفرنسية التي
اطاحت بالملكية لتنصب نابليون ملكا ًيبحر بسفنه لإخضاع العالم وكذلك فعلت
الثورة البلشفية الشيوعية التي أكلت أولادها أولا ًمن ثم شذرت العالم مع
منح السيادة لقطبين قسماه وقطعا أوصاله وجعلاه أماكن للنفوذ والاحتواء
والاحتماء إلى وقت كتابة هذه السطور... أشباه ونظائر ؛ فستالين الدموي الذي
قتل الملايين من المعارضين لحكمه وقبضته الفولاذية وبدعوى الخيانة
العظمى والعمالة والقضاء على الثورة مارس سفك الدماء والتعذيب والاغتصاب
والتجويع والتشريد لأبناء جلدته مع اتباع مأمورين ومنفذين مطيعين حتى إذا ما
ارتفع شأنهم وخاف منهم قام بتصيتهم و إلغاء وجودهم من السجلات الرسمية
للدولة كإزالته لوجود قائد شرطته السرية يزيف بعد إعدامه وهوما فعله الرئيس
الشاب الكوري الشمالي كيم جونغ مع زوج عمته أعدمه ووصفه
بالحثالة والقذارة التي أزيلت ؛وهو مافعله صدام حسين مع زوج ابنته صدام كامل
أمنه كي يعودمن الأردن للعراق من ثم فتك به وأزال صوره من السجلات الرسمية
... وفي وقتنا تحرق الوزارات والمحافظات والقائممقاميات لتماس
كهربائي مفتعل كي حرق معها سجلات الصفقات الفاسدة وجرائم التزوير هذا من جهة
من جهة أخرى اليوم في بلادنا يحتمي بعض القياديين بالأتباع والمريدين و
المغررين والعاطفيين مع عظامية والتلويح بقميص عثمان ... أشباه ونظائر
فإن كان معاوية بن سفيان في سجلات التأريخ كاتباً للوحي وابنه يزيد فاتحا ً
مشاركا ًفي الحروب الاسلامية وقد ورث احدهما للآخر ؛ فقد تمت هذه الوراثة
عندنا بالحذافير ... وإن كان صدام حسين ثائراً مناضلا ًجاءت به أمريكا فأطاحت
بعونه بحكم قاسمي عارفي من ثم قضت عليه ؛ فقد جاء قياديين للحكم على
نفس الشاكلة من بعده ومنهم من أكل الزاد مع بوش الأبن أكثر شخصية دمرت
وقتلت في العراق في العصر الحديث بل وقع معه على استراتيجية
للتعاون والتسليح والمشورة بموافقة الأغلبية الناطقة الثــــــائرة أم الحاكمة الصامتة
... والحديث طويل في الأشباه والنظائر فالتأريخ لا يكذب أبدا ً...