السبت , 22 اذار / مارس 2014
بانواما الشرق الاوسط
أحمد الشرقاوي
’أوبامـــا’ رئيــس فاشــل و قائــد مهــزوم
كما توقعنا في المقالة السابقة والتي قبلها، ألغى الرئيس ‘أوباما’ زيارته التي كانت مقررة للسعودية متم هذا الشهر. وأرجع البيت الأبيض سبب هذا الإلغاء للتوترات القائمة في المنطقة، وخصوصا تلك التي تعصف بمجلس التعاون الخليجي بقوة، الأمر الذي لا يضمن نجاح الجولة، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية الجمعة، نقلا عن دبلوماسيين بواشنطن.
لكن ما لم تقله الصحيفة، والذي يمثل الجانب المؤلم من الحقيقة، هو أن ‘أوباما’ غير مستعد للسفر إلى الرياض لتمريغ ما تبقى من سمعته في الوحل، والظهور بمظهر المهزوم في سورية، ليظهر للإعلام في صورة الداعم لنظام قبلي متخلف، أصبح العالم أجمع يتّهمه بنشر التكفير وصناعة الإرهاب والخراب، وإنتهاك حقوق الإنسان.
كما أن أوباما لم يعد بحاجة لدعم السعودية لمشروع تصفية القضية الفلسطينية بسبب تعنت ‘نتنياهو’ ورفضه الحديث عن أي سلام مع الفلسطينيين قبل إزاحة خطر الأسد وحزب الله وإيران. ومعلوم أن “إسرائيل” مسكونة بهاجس الأمن الذي تحوّل لديها إلى عقدة مرضية مزمة.
أضف إلى ما سلف، إنشغال ‘أوباما’ بموضوع القرم وأوكرانيا، وهي اللعبة التي حاول “القرد” أن يلعبها مع “الدب”، فوجد الأول نفسه يقامر ببلاده ويضع العالم على شفى حرب عالمية ثالثة، وللتذكير، فقد كانت القرم سببا رئيسا في إندلاع الحرب العالمية الثانية.
وبالرغم من محاولاته الإعلامية الفاشلة لتجيير موقفه بالكذب وأسلوب قلب الحقائق، لم ينجح ‘أوباما’ في إقناع الرأي العام الأمريكي بأن الذي يخسر في سورية هي إيران التي تضخ مليارات الدولارات، وحزب الله الذي فقد وضعه المرتاح والقوي في لبنان، وسورية التي دُمّرت، و’بوتين’ الذي لن يناله منها سوى حليف منهار بين الأنقاض، لأن الرأي العام الغربي عموما أدرك مفاتيح اللعبة عندما أصبح الإعلام يتحدث عن كل شيىء ويكشف عديد الخبايا المحرجة للإدارة الأمريكية، وبالنسبة له (أي الرأي العام)، بقاء ‘الأسد’ في السلطة هو هزيمة لأمريكا وحلفائها وأداوتها، كما أن فشل الرئيس ‘أوباما’ في تجاوز تداعيات الحرب العراقية والأفغانية ومغامراته في سورية وأوكرانيا، جعل شعبيته تنزل إلى أدنى مستوى لها بأقل قليلا من 33% وفق آخر الإستطلاعات.