الاثنين , 2 حزيران / يونيو 2014 - بانوراما الشرق الاوسط
أحمد الشرقاوي
أثار الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي ‘باراك أوباما’ في الأكاديمية العسكرية الأميركية «وست بوينت» في مدينة نيويورك، الأربعاء الماضي، انتقادات ساخرة في الصين، وخيبة أمل مريرة في السعودية، لما حمله الخطاب من تناقض بين وهم “الرغبة” في القيادة و “العجز” عن تكريس الدور.
وإذا كانت الصين قد استهجنت إصرار الولايات المتحدة على التفرد بدور “شرطي العالم” من دون قدرة على الإطلاع به بفعالية ونجاح، فإن السعودية قد صُدمت عندما قطع ‘أوباما’ الشك باليقين وأفهم الحلفاء والشركاء والأدوات، أن أمريكا لم تعد مُهتمّة بخوض حروب الآخرين بجنودها المنهكين وعلى حساب إقتصادها المأزوم، مستحضرا في ذلك مقولة سلفه الرئيس ‘أيزنهاور’ سنة 1947، والتي قال فيها: “إن الحرب هي الحماقة الأكثر مأساوية وغباءً التي ترتكبها البشرية؛ والسعي نحوها أو التشجيع عليها بالاستفزاز المتعمّد إنما هو جريمة سوداء ضد البشرية جمعاء”.
وفي رده الضمنيّ على منتقديه في الداخل، قال ‘أوباما’ وهو يستحضار بذكاء تجربة سلفه المقامر ‘بوش الصغير’: إن “الكلمات القوية غالبًا ما تجتذب عناوين الصحف، ولكن نادرا ما تتوافق الحرب مع الشعارات”. وهذا هو واقع الحال مع حروب أمريكا العبثية حتى الآن، والتي لم تثمر حرية وديمقراطية ورفاهية للشعوب التي وعدتها بها، بل خلفت ما لا يعد ولا يحصى من الضحايا الأبرياء، والكثير من الدمار والخراب والفوضى التي لا يعلم إلا الله كيف؟ و متى؟.. ستنتهي.