|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
آيةُ الولاية وذكرُ عليٍ بالكنايّة
بتاريخ : 20-07-2014 الساعة : 03:27 PM
(( لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ)) (103)النحل
__________________________________________________ ____
آيةُ الولاية وذكرُ عليٍ بالكنايّة
_______________________
من المعلوم بلاغيّا أنّ الكناية هي إرادة المتكلّم لإثبات معنى من المعاني
فلايذكره باللفظ الموضوع له في اللغة
بل يجيء إلى معنى هو ردفه ومعادله في الوجود فيوميء به إليه ويجعله دليلاً عليه .
وهذا اللون من الإستعمال الكنائي قد تجلى وبقوة بلاغية لايرقى إليها الإفصاح صراحةً
في آية الولاية التي نزلتْ في حق الإمام علي عليه السلام
والتي كنّتْ عنه في أروع نتاج بلاغي وعقدي لتخصه حصراً بالولاية الحقة للمؤمنين
وبذلك تكون قد تجاوزت الحاجة إلى التصريح بذكر إسمه الشريف بل علتْ إلى الأعلى فصاحة وبيانا
ذلك كونها قد ذكرته بأوصافه الفعليّة المنُحصرة به تلبسا وشأنا
قال الله تعالى
(( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ))(55)المائدة
و( قد أجمعَ الجميعُ على أنّ الكناية أبلغ من الإفصاح )
:دلائل الإعجاز:عبد القاهر الجرجاني:ص55.
وقد صرّح عبد القاهر الجرجاني
ب ( أما الكناية فإنّ السبب في أن كان للإثبات بها مزية لاتكون للتصريح أنّ كل عاقل يعلم إذا رجعَ إلى نفسه (يعلم) أنّ إثبات الصفة بإثبات دليلها
وإيجابها بما هو شاهدٌ في وجودها آكد وأبلغ في الدعوى من أن تجيء إليها فتثبتها هكذا ساذجا غفلا وذلك أنّك لاتدعي شاهد الصفة ودليلها إلاّ والأمر ظاهر معروف وبحيث لايُشك فيه ولايُطن بالمخبر الغلط)
:دلائل الإعجاز:الجرجاني :ص57
إنّ الإمامَ علي عليه السلام قد إنماز من غيره بصفة مُقدّسة
وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في محل واحد مما جعله يبرز مَعلَماً ومصداقاً
للذين آمنوا بحق وصدق وإخلاص .
لذا جاء إنحصار الولاية الحقة به من بعد ولاية الله تعالى ورسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم.
وقد إتفقتْ جميع التفاسير الخاصة والعامة على محورية شخص الإمام علي عليه السلام في موضوع نزول آية الولاية الشريفة في حقه
وإن حاول بعض مفسري الجمهور بائسا في صرف الدلالة إلى غيره ليذكره بوصفه أحد مصاديق التنزيل لا المصداق الأوحد .
والحال أنّ غيره لم يعهد منهم التصدق بالخاتم في حال الصلاة ؟
قال الله تعالى
(( انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) (75)المائدة))
وأخيرا على الذي يُشكّل علينا بأنّ علياً لم يرد ذكره أسماً في القرآن الكريم
عليه أن يتعلم لسان العربية الفصحى ويعرف علومها وبلاغتها ثم سَيبينُ له الحق جليا
نعم إنّ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام واقعاً لم يرد ذكر أسمه
الشريف بحسب الظاهر في القرآن الكريم
ولكنه قد كُنيّ به علنا وصراحةً وفصاحة في مئات الآيات الشريفة
وهذا هو الأسلوب الأعلى والأسمى في دنيا اللغة العربية الفصحى والبليغة
فسلامٌ على الإمام علي في العالمين
إنه وصيٌ رسول ربّ العالمين
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
|
|
|
|
|