طهران تعلن بدء إنتاج الماء الثقيل وتقول إنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل
بتاريخ : 27-08-2006 الساعة : 03:08 PM
احمدي نجاد يفتتح مشروع اراك
اراك (ايران)-رويترز
افتتح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد السبت 26-8-2006 مرحلة جديدة في مشروع مفاعل يعمل بالماء الثقيل في اراك قائلا ان طهران لن تتخلى عن حقها في التكنولوجيا النووية على الرغم من المخاوف الغربية من ان البرنامج يهدف الى صنع قنابل، ومشيرا إلى أن بلاده لا تشكل تهديدا للدول الأجنبية ولا حتى لإسرائيل.
وكان الرئيس محمود احدي نجاد يتحدث قبل ايام من انقضاء مهلة حددها مجلس الامن الدولي لايران في 31 اغسطس/اب لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم التي تمثل باعث القلق الاكبر بالنسبة للغرب في برنامج ايران النووي والا واجهت عقوبات. وقال احمدي نجاد في كلمته التي افتتح بها المشروع "لا احد يستطيع حرمان امة من حقوقها بناء على قدراتها". وبمجرد استكماله يمكن لمشروع اراك ان ينتج البلوتونيوم كمنتج جانبي يمكن استخدامه في صنع رؤوس ذرية حربية. ولكن المفاعل الذي سينتج ذلك لازال قيد الانشاء.
وتتهم دول غربية ايران بالسعي لاتقان التقنيات التي تؤهلها لانتاج اسلحة نووية. وتصر ايران رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على ان برنامجها يقتصر فقط على توليد الكهرباء. وقال احمدي نجاد مستخدما وصف ايران لاسرائيل عدوها اللدود الذي لاتعترف به الجمهورية الاسلامية "ايران ليست خطرا على اي احد حتى النظام الصهيوني".
ورغم ان ايران تواجه عقوبات مالم تلتزم بالمهلة التي حددتها الامم المتحدة فان الانقسامات بين قادة العالم حول كيفية التعامل مع الجمهورية الاسلامية يمكن ان تؤخر اي اجراء. وذكرت صحيفة لوس انجليس تايمز الامريكية ان واشنطن لمحت لاستعدادها تشكيل تحالف مستقل لتجميد ارصدة ايران وفرض قيود تجارية اذا كانت ثمة حاجة لذلك. ويقول محللون ان العقوبات التي تفرض من جانب بضع دول يكون تأثيرها محدودا.
وقالت متحدثة باسم البيت الابيض اليوم السبت ان الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا تجري مشاورات بشأن رد ايران على الحوافز التي عرضتها الدول الست على ايران لوقف تخصيب اليورانيوم. وقالت المتحدثة دانا بيرينو "كلنا نشترك في الهدف بمنع ايران من الحصول على قدرات اسلحة نووية".
ومن المرجح ان تثير ايران المزيد من المخاوف في العواضم الغربية بالمضي قدما في مشروع مفاعل المياه الثقيلة بالقرب من اراك الواقعة على بعد 120 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طهران. وكان مسؤول نووي ايراني قد قال الاسبوع الماضي ان مفاعل الماء الثقيل في حد ذاته لا يشكل خطرا في مجال الانتشار النووي لكن دبلوماسيا غربيا قال ان هذا التحرك لن يكون خطوة بناءة.
وقال دبلوماسي في فيينا على مطلع على عمليات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران "انه في حد ذاته لايشكل خطر انتشار ولكن العمليات المرتبطة به والتي سيتم انشاؤها ستكون كذلك. والتوقيت يبدو سيئا على وجه خاص".
واشار قرار مجلس الامن الذي امهل ايران 30 يوما لوقف انشطتها النووية الى دعوة وجهتها الوكالة لايران باعادة النظر في بناء المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل. ويخضع مجمع اراك لحماية عشرات المدافع المضادة للطائرات واحيط بسور شائك ارتفاعه اربعة امتار. وطلب من المصورين الفوتوغرافيين ومصوري التلفزيون الا يلتقطوا اي صور سوى في الاماكن التي سمح لهم فيها بذلك. وقال غلام رضا اقا زادة رئيس هيئة الطاقة النووية بايران لوكالة انباء الطلبة ان مفتشي الوكالة سيزورون اراك في الاسبوع المقبل.
ويزور المفشتون المنشات النووية بصورة روتينية ولكن دبلوماسيون يقولون ان مجموعة منعت مؤخرا من دخول موقع ايراني تحت الارض. وتنفي ايران انها تعوق الدخول الروتيني ولكنها في وقت سابق من العام الجاري اوقفت عمليات التفتيش المفاجئة لمنشاتها من قبل المفتشين. ويساور الغرب القلق بشكل اساسي من برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم وهي العملية التي ينتج عنها الوقود النووي الذي يمكن ان يستخدم في محطات الكهرباء او لانتاج القنابل.
ولكن ايران حتى الان ترفض وقف العمل كما اعلنت عدم اكتراثها بتهديد العقوبات قائلة انه يمكن ان يرفع اسعار النفط المرتفعة بالفعل مما يضر بالدول الصناعية. وحذر نائب رئيس البرلمان محمد رضا باهونار الغرب في تصريحات نشرتها صحيفة الشرق الايرانية من ان وضع الضغوط على طهران قد يثير دعوات عامة لايران بان تسعى لامتلاك اسلحة نووية. وقال "يجب ان تخشوا من اليوم الذي يخرج فيه الشعب الايراني الى الشارع وينظم مظاهرات تطلب من الحكومة انتاج اسلحة نووية لمواجهة الاخطار".
وفي ردها على عرض الحوافز الاقتصادية مقابل وقف تخصيب اليورانيوم لمحت ايران لست قوى عالمية الى انها قد تكبح برنامجها كنتيجة تترتب على محادثات لتنفيذ برنامج الحوافز ولكن ليس كشرط مسبق كما ينص العرض. وبدا الرد مصمما لاحداث صدع في الرأي بين القوى الست. وحذرت واشنطن باتخاذ اجراء سريع للموافقة على العقوبات اذا تجاهلت ايران المهلة. لكن بريطانيا والمانيا وفرنسا كانت اقل حسما في العلن فيما تبدو روسيا والصين وهما شريكتان تجاريتان لايران غير مستعدتين لفرض عقوبات بل قد تستخدمان حق النقض (الفيتو) لرفض العقوبات.